تعيش الشقيقة الجزائر مشاكل كبيرة بجنوب البلاد، بسبب ميليشيات مسلحة مرتزقة، جلبها محمد بوخروبة من أجل ضرب مصالح المملكة المغربية ومحاولة تقسيم أقاليمها الجنوبية. وإيجاد منفذ للمحيط الأطلسي. ومنحت الدولة الجزائرية لمرتزقة البوليساريو منطقة تندوف لتستقر فيها، وتهاجم المملكة من هناك، فتوسعت شبكة المرتزقة وجندت عناصر من دول إفريقية.
من غريب الصدف بين الإخوة الجيران، كان للمغفور له محمد الخامس كلمة بالعربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سنة 1958، طالب من خلالها وقف الحرب واستقلال البلد الجار، لكن الرئيس الجزائري عاد بعد ستة عقود إلى نفس المكان ليطالب بتقسيم المغرب.
الجزائر تأوي آلاف المشردين من كل الدول الإفريقية، تمولهم مند أكثر من أربعة عقود من أموال الشعب الجزائري، الذي يعاني الويلات بسبب الصعوبات الاقتصادية، في بلد مصدر للغاز والبترول. لكن كان لحكام قصر المرادية رأي آخر، عوض تنمية البلاد، ذهبت أكثر من سبعمائة مليار دولار لشراء ذمم دول للاعتراف بالجمهورية الوهمية والتي يؤمن بها فقط جنرالات الجزائر. تراجعت الدول عن مواقفها، ونجح المغرب في كسب القضية، ودخل إفريقيا مستثمرا وفاتحا لأسواق جديدة. وبقيت المليشيات المسلحة تائهة في الصحراء الجزائرية بين مخيمات تندون وتجارة السلاح والبشر.
فماذا ستفعل بهم الجزائر الشقيقة؟ كيف ستتخلص منهم، والرئيس الجزائري قال في خطابه بأنهم ليسوا جزائريون ولا موريتانيون ولا مغاربة، فمن هم إذن؟ فهل ستمنحهم الجزائر بقعة أرضية بأقصى الجنوب؟
صور ودلائل كثيرة تأتي من عين المكان تدل على لجوء قيادة المرتزقة، من تمكين الأفارقة من التدريب العسكري على التراب الجزائري، وعلى استعمال السلاح، بأموال جزائرية، وهم الذين يعيش بعضهم داخل المخيمات على أمل اقتناص فرصة للهجرة إلى الخارج، وهم في طريقهم نحو الشمال. ويمكن في أي لحظة أن يتوحدوا لتنفيذ عملية داخل المخيمات باستعمال التقنيات التي تدربوا عليها، يكون ضحيتها الساكنة المحتجزة في المخيمات، وربما مستقبلا مناطق أخرى بالجزائر.
فغالبية هؤلاء المرتزقة الأجانب يتجولون داخل المخيمات، حاملين الأسلحة الخفيفة، ويشتغلون ضمن شبكات لحساب قيادات وازنة بالبوليساريو، تمتهن تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة في المناطق المجاورة والاتجار في البشر.
والملاحظ ان جميع الدفعات المتخرجة في السنوات الأخيرة، تضم ضمن صفوفها أفارقة بأسماء صحراوية وغير صحراوية، وهو نهج قديم جديد لميليشيات البوليساريو، تهدف من خلاله توسيع قاعدة المخيمات بساكنة تبيع الولاء مقابل المال والغذاء، على حساب ساكنة مخيمات تندوف، وعلى نفقة المنظمات الإنسانية وهيئات الإغاثة الدولية واموال الشعب الجزائري.
فكيف ستتخلص الجزائر من آلاف المسلحين الذين دربتهم بأموالها؟ ام ستمنحهم بقعة أرض في الصحراء، أسئلة كثيرة سيكون على حكام الجزائر التفكير فيها مستقبلا، لتفكيك ميليشيات مسلحة خطيرة على الأمن الداخلي الجزائري.