أخبارالرئيسيةالناس و الحياة

حب من طرف واحد..

لطالما كان الحب من طرف واحد مؤلما جدا في الدراما وفي الروايات العاطفية…

لكنه مؤلم أيضا في الحياة الاجتماعية، وهو مصدر معاناة وخيبات أمل وإحباط:

– حينما تخص صديقا بالود، وتعتبره صديقا حقيقيا بالمعنى الكامل للكلمة، لكنك تكتشف أنك أحد أنواع أصدقائه: فلديه صديق يبوح له بسره، وآخر لجلسات المقهى، وثالث لطلب المساعدة، ورابع للخرجات العائلية.. وتكتشف أنك الوحيد الذي يعتبر الصداقة أكبر من حاصل هذه “التخصصات” الفرعية!

– حينما تعامل زميلا في العمل بتقدير كبير واحترام، ويبدو لك أنه تقدير متبادل، لكنك تكتشف لاحقا أنه تقدير مؤقت ومرتبط فقط بانتفاء تعارض المصالح، وعند أول اختبار مصلحة تكتشف حقدا دفينا اصطبغ طيلة فترة بقناع احترام زائف؛

بقلم/ د. هشام المكي

– حينما تعتبر أن قريبك أولى بدعمك ومساندتك، لأن العائلة سند وحضن داعم، وتنظر إلى أقاربك دوما بعين الحب وتتمنى لهم الخير، لكنك تتعلم لاحقا أن العلاقة تقوم على التنافس بدل الدعم، وأن قريبك يسعد بزلاتك وهفواتك وضعفك أكثر من فرحته بنجاحك، ولا يتمنى فقط أن يكون أفضل منك، بل أمنيته أن تسقط أنت وما تمثله؛

– حينما يحب المواطن بلده ويثق في الديموقراطية وفي أن الغد أفضل، ويصوت كأي مواطن “صالح” ومسالم، ليكتشف أن الحكومة مثل كل الحكومات السابقة وبغض النظر عن تغير الأحزاب، تصر على حل مشاكل إخفاقاتها الاقتصادية من جيوب المواطنين، وتصر على أخطائها وتنظر إليهم بعين السلطة لا بعين الخدمة، وبل تحس أنها إذا خيرت بين أمرين، ستختار أثقلهما على المواطن!

في كل هذه الحالات الاجتماعية، وفي غيرها… نتجرع من حين إلى آخر مرارة الحب من طرف واحد!

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button