“لن يقاسمك الوجع صديق”!!
بقلم الدكتور عبدالكريم الوزان
اختلفت المصادر في دقة مانقل عن الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله في هذا الموضوع. لكن أكثها شيوعا وقبولا قوله :
لن يقاسمك الوجع صديق ، ولن يتحمل عنك الالم حبيب، ولن يسهر بدل منك قريب، اِعْتَنِ بنفسك، واحمها، ودللها ولا تعطى الأحداث فوق ما تستحق . تأكد حين تنكسر لن يرممك سوى نفسك، وحين تنهزم لن ينصرك سوى ارادتك، فقدرتك على الوقوف مرة اخرى، لا يملكها سواك، لا تبحث عن قيمتك فى اعين الناس.. ابحث عنها فى ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام، واذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك. لا تحمل هم الدنيا فإنها لله، ولا تحمل هم الرزق فهو من الله ، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله، فقط احمل هماً واحداً كيف ترضي الله سبحانه وتعالى .. لأنك لو ارضيت الله رضى عنك وارضاك. .وكفاك واغناك٠
بالطبع هذا لاينفي وجود أصدقاء أوفياء لم تلدهم أمهاتنا، يشاركوننا أحزاننا ويخففون آلامنا ويقفون معنا في أفراحنا وأتراحنا. ولن يقصد به قطع صلة الأرحام، لكنه تعبير مجازي حقيقي يتوافق مع :
لا تشكُ للناسِ.. جرحاً أنتَ صاحبهُ
لا يؤلمُ الجرحَ.. إلا منْ به ألمُ
شكواكَ للناسِ منقصةٌ.. ومن
من الناسِ صاحٍ ما بهِ سقمُ .
وقيل :
ما حكّ جلدك مثلُ ظفرك
فتولّ أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجة
فاقصد لمعترف بقدرك
وما نذكّر به خاصة ونحن نعيش في وقت ابتعد فيه الكثير عن الثوابت والقيم والأخلاق الحميدة ، وتهافتوا على المصالح الخاصة، وانغمسوا في الملذات، وأوغلوا في الانتهاكات : ضرورة اعتماد الإنسان على نفسه مع تمتعه بثقة عالية بها. وان يكون قنوعا ، ينأى عن الاتكالية والكسل، ويتبصر لحال الدنيا ولاينسى زوالها. ويقينا فإن رأس الحكمة مخافة الله.عندها لاضير من أن تجد صديقا يقاسمك الوجع!!.