التونسي البقلوطي..النقاد العرب انتجوا نقدا عربيا حديثا
أجرى الحوار: عبد الله دكدوك
استضافت سلسلة الحوارات التي يجريها الأديب والفنان عبد الله دكدوك مع اعلام وضيوف سفينة السلم والسلام العملاقة ركب الابداع والمبدعين الناقد والباحث الاديب التونسي محمود البقلوطي، وأجرى م الوار التالي:
أمام تعدد المناهج النقدية وتعدد مرجعياتها، تبعا لقناعات متبنيها، هل يمكن أن يكون المنهج التكاملي بديلا عنها؟
– المنهج التكامل هو منهج يوفق بين المناهج المتعددة إذ يستقي قوته من ممارسة نقدية مركبة بين المعطيات الفنية والتاريخيةوالابعاد النفسية والاجتماعية والعقيدة، ويرتكز على نظرة شمولية لانه يوظف المناهج الأخرى
(الفني،التاريخي،المجتمعي،النفسي)
طبعا حسب ما تقتضيه القواءة النقدية للنص. وعلى هذا الأساس نجد اغلب النقاد يتبنون المنهج التكاملي لشموليته.. وهو ليس بعيدا عن المنهج الذرائعي.
هل يمكن للنقد الانطباعي أن يصبح منهجا ذا مصطلحات ومفاهيم خاصة قادرة على ملامسة النص الأدبي بطريقة موضوعية؟ وكيف تصدت له المناهج الجديدة؟
– ما أحوجنا الي نقد النصوص بمختلف اجناسها الأدبية من المتلقى الذي اعتبره جزءا من العملية الثقافية الابداعية وليس مهما المنهج النقدي الذي يتخذه في التعبير عن رأيه وانطباعاته لانه يحفز ويبهج صاحب النص… لتتفتح
ألاف الزهور في الفضاء الأزرق .امام تطور الانترنت والتواصل الاجتماعي.. لايجب ان نكتفي بالنقد الأكاديمي الذي عادة تبقى نصوصه في رفوف الكليات والجامعات ولايطلع عليها الا بعض الطلبة وأهل الاختصاص.. اعتقد ان العملية النقدية ييجب ان تاخذ بعين الاعتبار التطور التقني واستغلال الشبكة العنكبوتية.. شبكةالتواصل الاجتماعي.
هل يستقيم الحديث بمصطلح النقد العربي الحديث؟
-اعتبر السؤال الثالث مرتبط بالسؤال الأول لاني اعتبر أن هذا المنهج جاء نتيجة تفكير معمق وممارسة نقدية بدءها طه حسين إذ سمى منهجه المقياس المركب وهم ليس بعيدا عن المنهج التكاملي وتتلمذ عليه الكثيرون من النقاد وطوروا رؤيته ونلاحظ الان ان العديد من النقاد العرب سائرون في المنهج التكاملي ويمكن ان نقول انهم انتجوا نقدا عربيا حديثا.. هي نتيجة تفاعل وتطور تاريخي بدا بداية القرن العشرين إذ تأثر النقاد بالمنهج الغربية.. التاريخي.. الاجتماعي النفسي والفني.. ولكنهم انتجوا منهجا سموه المنهج التكاملي..
الى أي حد يمكن الحديث عن مدرسة نقدية تونسية؟ وهل النقد من منظوركم ككاتب وناقد تونسي مجرد خطاب تحليلي واصف ومحايد ؟
– اعتبر الحركة النقدية في تونس او غيرها من البلدان ليست مستقلة بذاتها بل مرتبطة اساسا بالحركة النقدية في المغرب العربي وفي الوطن العربي وايضا ليست معزولة عن العالم رغم بعض الخصوصيات
اما بالنسبة للنص النقدي فأنا اعتبره جنسا ادبيا يضيف الكثير رغم ارتباطه بالنص الادبي المقروء بقطع النظر عن جنسه الادبي.. شعر… نثر.. والنص النقدي ليس خطابا وصفي تحليلي فقط ببل نجد ميولات الناقد وذاته رغم سعيه ان يكون محايد وموضوعيا في قراءته النقدية للنص الذي يتعامل معه..
هل يجوز لنا ان نتحدث عن خطاب بصري في شعرنا العربي المعاصر .وماهي الاسئلة الكبرى التي يمكن طرحها لصناعة قصيد بناء وهادف خارج سياقات البهرجة وحب الحضور وان كان غيابا،وهل يمكن الحديث عن صناعة شعرية موسوعية تؤسس للفعل مع اختلاف الانماط الشعرية من موقعكم ككاتب وكناقد؟
-لا يمكن باي حال من الاحوال ان يتجرد الكاتب او المبدع عن محيطه جدوره عاداته وتقاليده معيشه وما يربطه من صلات مع باقي الشعوب..
كيف يرى ضيفنا المبجل الابداع بانماطه في ظل ما تعيشه الذات العربية من انكسارات؟ و هل من ملامح لتجديد الكتابات النقدية على ضوء الحداثة ؟
ان التطور الذي عرفته القصيدة العربية على مستوى الأسلوب والشكل الشعريين هو مرتيط بتطور الحياة الذي تميز بالمشهدية والايقاع وهذا ماجعل اغلب الشعراء يهتمون بالصورة الشعرية المتوهجة بالانزياحات والايقاع الموسيقي
فالشعر عواطف يعبر عنها الشاعراء بجمالية عالية في قصائدهم الشعرية فيقع انتقاء الكلمات المعبرة
المكتضة بالصور الشعرية الفاتنة والحامل لايقاعات موسيقية مناسبة وتتمشى مع ما يعيشه الإنسان من تطور وتجديد. ولهذا يمكن أن نتحدث عن خطاب بصري في شعرنا العربي المعاصر رغم التفاوت الذي نجده بين الشعراء في استنباط الصور الشعرية في قصائدهم..
اعتقد ان الموسوعة الشعرية تتاسس بطريقة غير مباشرة من خلال بروز شعراء روادعلى المستوي العربي يتركون بصمتهم وينتشر صيتهم عند الجمهور المتلقي.. هم شعراء مبدعون يلتقون موضوعيا في مسيرتهم الشعرية.
في مساءلة للتاريخ هل يفي اعلامنا العربي بدوره تجاه الإبداع والمبدعين، وما رايك في ظاهرة المقاهي الثقافية والصالونات الادبية ..منتديات الفكر والثقافة؟
كيف يرى ضيفنا الحالة الصحية للنقد بالمغرب مقارنة مع باقي اخواننا العرب’ومن هم النقاد الاقرب اليك؟
الكاتب هو إنسان ابن بئته فهو مرتبط بوافع محيطه المحلي وطنه وشعبه وبانتمائه العربي والانساني العالمي فالتاريخ والجغرافيا يتركا بصمة في تكوينه وفي كيانه…
الابداع يتأثر بالانكسارات العربية ونجد في النصوص الابداعية تعبيرات عن المآسي التي تعيشها الاوطان وشعوبها نتيجة الحروب التي فرضتها قوى خارجية اجنبية استعمارية او نتيجة سياسة حكامها الغير عادلة…يطول الحديث في هذه المسألة….
الاعلام العربي لم يقم بدوره تجاه الإبداع والمبدعين.. الاهتمام محدود جدا.. واعتبر تجربتكم على صفحتي علم رائدة، ومحفزة للمبدعين لكنها بإمكانها ان تتشابك وتتعاون عمليا مع تجارب اعلامية بديلة أخرى حتى تتقوى هذه المبادرة النبيلة.
المسألة ليست مرتبطة بشخص بل هي مرتبطة بالسياسات والخيارات الثقافية للدولة وما هو موقع المثقفين المبدعين فيها.. وهذا السؤال مرتبط جوابه بسؤال سابق.
تعدد المقاهي الثقافية والصالونات الأدبية… و المنتديات الفكرية والثقافية شيء جميل واعتبرها ظاهرة صحية تفتح افاقا للمبدعين للتعريف بابداع.