ما تراه أنت عبودية يا غوستافو ومن سار على نهجك من الجزائريين نراه نحن أبوة ، والعبودية لا تكون إلا لله ، في حين أن الأبوة تعد بمثابة رابطة بين الناس والبشر ، وتفرض إلتزامات متبادلة متعاقد عليها بما يفرضه المجتمع من عادات وتقاليد ، تسعد المتعاقدين وتخدم المجتمع .
فالأبوة تفرض إحتضان الأبناء وخدمتهم وتربيتهم وتوجيههم ، حتى ولو بلغوا سن الرشد ، والبنوة تفرض الطاعة والإحترام ، قد يعبر عنهما الإنسان بتقبيل الرأس أو اليد أو بالإنحناء تبجيلا وتكريما للأب ، أو لمن ننزله منزلة الأبوة .
وإننا في المغرب ، مغرب الأخلاق والتقاليد النبيلة حينما نتوجه بالخطاب لجلالة ألملك ونقول له : “الله يبارك ف عمر سيدي ” ، فإننا ندعو له بأن يبارك الله في عمره ، أي أن تكون حياته مليئة بالأعمال الجليلة ، أما العمر فهو في العرف الإسلامي محدود في السنين بما قدر الله.
وبعد ، هل تريد أن أنبهك أنت وغيرك إلى ما حققته لنا ولوطننا ما دأبتم على وصفه بالعبودية أيها الجزائريون ، ونحن نعتبره أبوة ؟
أريد منك ومن غيرك أن تتذكر فقط ما حققته المسيرة الخضراء التي تحكمت في تدبيرها الأبوة التي تربط بين الملك وشعبه وتفرض الطاعة والإلتزام ، وهي الأبوة التي يحلو لكم ولمن يتنكر للتقاليد المرعية تسميتها بالعبودية ٠
وتذكر أننا بالتزامنا بتلك الأبوة ، وبما صدر عن صاحبها من أوامر وتعليمات استرجعنا صحراءنا ، وعن طريقها أنشأنا فيها من العمران ما يعجز الإنسان عن تخيل تحقيقه في الفترة الزمنية القصيرة نسبيا التي إستغرقتها عمليات البناء والتشييد حتى الآن
وبتلك الأبوة أستطعنا أن نحصن صحراءنا وطنيا ومدنيا وأمنيا وعسكريا ، ومن لا يروقه ما صنعنا ، فليحاول أن يصل إلى المحيط الأطلسي ليشرب من ماء البحر.