” القوم في السر والعلن”!!
بقلم الدكتور عبدالكريم الوزان
الحياة مدرسة كبيرة تعلمنا الكثير من التجارب والعبر. والمثل الشعبي العراقي يقول (نعيش ونشوف)!.
وعلى الرغم من الثوابت والضوابط الأخلاقية والقيم التي جبلنا عليها والعادات والتقاليد الحميدة، الا أن تطور الحياة وتعقد مسالكها، والاستغلال السيء للتكنولوجيا، وضعف الايمان، وتغلب الأطماع والمصالح والشهوات، كل ذلك أدى الى الانحراف عن الطريق المستقيم. فتجد مايشيب له رأس الولدان ومن ذلك: النفاق والرياء والمداهنات والكذب وقل ماشئت، ارضاء لتحقيق مصالح خاصة، حتى وصل الحال لقوم كان يعول على علمهم وثقافتهم ومكانتهم في يوم ما. والأنكى من ذلك سريان هذه الظاهرة لصلة الأرحام .
بلاشك فإن ذلك يتطلب العودة والتأمل في كثير من الامور منها: التربية الأسرية والمناهج التعليمية والقوانين الوضعية والسياسات الاعلامية والعوامل الاقتصادية، وكل ذلك تحت مظلة سلام شامل.
رحم الله الشاعر معروف عبد الغني الرصافي (١٨٧٥-١٩٤٥) وهو القائل :
لا يخدَعنْك هِتاف القوم بالوطن
فالقوم في السر غير القوم في العَلَن
أحْبُولة الدِّين ركَّت من تقادمها
فاعتاض عنها الورى* أحبولة* الوطن
فما لهم غير صيد المال من غرضٍ
في اليوم والغد والماضي من الزمن
لم يقصدوا الخير بل يستذرعون به
رميًا إلى الشر أو قصدًا إلى الفتن
فإن تهادن قوم فانتظر شغبًا
إذ ليس هدنتهم إلا على دخن*
- الورى : الخلق من البشر .خير الورى :خير البشر خلقا
*احبولة :مصيدة أو فخ من أحابيل
*دخن : صلح على فساد باطن