مهداوي..مسار بقصص مؤلمة في سجون العراق وسوريا يستنجد بالملك محمد السادس
تلخص قصة سيدي محمد مهداوي المغربي الجنسية المهاجر في بغداد مسارا مؤلما لم يكن في حسبانه، وضمن أحلامه، وهو يغادر مدينته الراشيدية صحبة مجموعة من المغاربة في بداية الثمانينات قاصدا العراق، باحثا وأسرته على عمل في المجال الفلاحي ضمن اتفاقية المغرب والعراق.
قصة ابتدأت باعتقاله من طرف الميليشيات الشيعية العراقية سنة 2003 إبان اجتياح امريكا للعراق، وتواصلت في سجون سوريا، ذاق خلالها كل أصناف التعذيب والتنكيل لكونه مغربي وسني بحسب نص رسالته التي تنشرها “الحدث الافريقي” كما توصلت بها.
سيدي محمد مهداوي الذي فقد كل ممتلكاته من أرض وبيت وأموال استولت عليها الميليشيات الشيعية في العراق، يناشد جلالة الملك محمد السادس للتدخل لدى دولة العراق من أجل انصافه واسترداد ممتلكاته. وإليكم القصة المؤلمة كاملة كما حكاها مهداوي .
حيث أني سافرت برفقة عائلتي الأب والأم والإخوان والأخوات بداية سنة 1981 إلى جمهورية العراق لغرض العمل في مجال الزراعة مع أكثر من 200 أسرة مغربية بحسب اتفاقية مبرمة بين الحكومة المغربية والحكومة العراقية.
لكن بسبب الحرب الإيرانية العراقية ثم بعدها حرب الكويت رجع الكثير من الأسر المغربية إلى المغرب. حتى نهاية سنة 2002، حيث رجعت أسرتي أيضا إلى المغرب، وبقيت أنا مع بعض الأسر المغربية هناك إلى أن قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية باحتلال العراق بداية عام 2003. حيث تم اعتقالي من قبل ميليشيات المعارضة العراقية الشيعية المسلحة التي دخلت مع قوات التحالف الدولي وذلك بسبب جنسيتي ومعتقدي الديني. لعدة أشهر.
تعرضت خلالها إلى السب والشتم والاعتداء الجسدي والتعذيب النفسي إلى أن قامت القوات الأمريكية بالتحقيق معي في مبنى مديرية شرطة مدينة النعمانية بمحافظة واسط سابقاً والذي إتخذته قوات التحالف الدولي مقرا لها. فأطلقوا سراحي لعدم ثبوت أي شيء ضدي ولعدم وجود اي أدلة تدينني.
وعند عودتي إلى البيت الذي كنت أعيش فيه والذي تعود ملكيته لوالدي. وجدته وكل ما فيه من ممتلكات قد تم السطو عليها من قبل تلك المليشيات الشيعية المسلحة وقاموا أيضاً بالسيطرة على الأراضي الزراعية التي كنت وأسرتي نستثمرها بموجب تلك الاتفاقية المذكورة والبالغة مساحتها 40 هكتار. بل وقاموا أيضاً بتهديدي بالقتل إذا لم أغادر تلك المدينة وهي مدينة الكوت. وسط العراق .
لكوني مسلم سني ولست من الطائفة الشيعية . فذهبت إلى السفارة المغربية في بغداد لكن لم أجد فيها سوى أحد الموظفين العاديين وحارس السفارة اللذان أخبراني حينها بعدم قدرتهم على فعل أي شيء لي، وبأن السيد السفير وكبار الدبلوماسيين قد عادوا إلى المغرب بسبب الحرب. وبعد ذلك عملت في بعض المهن هنا وهناك لكي أعيل نفسي لكني تعرضت فيها إلى التوقيف (السجن المؤقت) في مديرية شرطة السعدون قرابة الشهر، وإلى الكثير من المضايقات حتى نهاية سنة 2007 .
سافرت فيها إلى جمهورية سوريا أملا في أن تستقر الأوضاع في العراق فأعود وأطالب بكل حقوقي وممتلكاتي المنهوبة والمسلوبة. لكن شاءت الأقدار أن تعم الفوضى والحرب في سوريا أيضاً بداية العام 2011.
ومع كل هذا كنت معتمدا على الله وعلى نفسي، وكنت أعمل كتاجر بسيط للألبسة بين مدينة إنطاكيا في تركيا وبين مدينة دمشق في سوريا إلى أن تدهورت الأوضاع أكثر وأغلقت الحدود فعملت في أحد المطاعم في دمشق حتى سنة 2013 عندها تم إعتقالي من قبل قوات الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري.
والسبب أيضاً هو جنسيتي ومعتقدي الديني لكن السبب الأكبر والرئيسي هو قطع العلاقات الدبلوماسية بين حكومة بلادي المملكة المغربية والحكومة السورية وطرد السفير السوري من الرباط. ثم بعدها المبادرة السامية لصاحب الجلالة الملك سيدي محمد السادس حفظه الله ورعاه.
وهي تقديم المساعدة للجرحى والمصابين من أبناء الشعب السوري وأيضاً بناء وتجهيز مستشفى عسكري لهم وزيارتهم في مخيم الزعتري للاجئين السوريين برفقة سمو الأمير مولاي رشيد حفظه الله. داخل الحدود الأردنية. عام 2012 وقد دامت مدة إعتقالي أكثر من 10 أشهر تعرضت خلالها إلى شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والى الحبس الانفرادي والتعليق والضرب والصعق بالكهرباء والتجويع ووووو إلخ.
وكان يتم نقلي من معتقل إلى آخر حيث شهدت الكثير من عمليات التعذيب والعديد من حالات الوفاة لمعتقلين سوريين وفلسطينيين فيها. خاصة في معتقل فرع الخطيب ومعتقل مطار المزة العسكري ومعتقل فرع فلسطين.
وفي مقر المخابرات العامة. حتى نقلت بعد ذلك إلى مقر لايداع السجناء العرب والأجانب. في منطقة باب مصلى بدمشق. لغرض تسفيرهم كل الى بلده حيث إلتقيت فيه بأحد موظفي الأمم المتحدة الذين كانوا يأتون كل أسبوعين تقريباً للإطمئنان على بعض الموقوفين في ذلك المقر وتقديم بعض المساعدة لهم ممن لديهم وثائق او طلبات لجوء.
فطلبت منه أن يقوم بالاتصال بالسفارة المغربية في دمشق وإبلاغهم بوجودي هنا. وفعلا وبعد ايام قليلة إلتقى بي أحد موظفي السفارة المغربية وساعدني بحجز تذكرة طيران وبإطلاق سراحي.
لكن دون سؤال السلطات السورية عن سبب إعتقالي وتعذيبي ولا عن حقوقي وأموالي وممتلكاتي. وبعد أن قضيت عدة أيام في مستشفى المجتهد بدمشق. أوصلني برا الى مطار بيروت بلبنان . فوصلت منه الى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء بالمغرب. حيث تم توقيفي فيه والتحقيق معي أيضاً حتى عصر اليوم التالي ثم أخدوني إلى أحد المقار الأمنية في مدينة الدار البيضاء، وقاموا أيضآ بالتحقيق معي ثم إطلاق سراحي فيما بعد، فتوجهت إلى بيت أهلي في مدينة الراشيدية فوجدت أن أبي قد توفى سنة 2013 أي في الوقت الذي كنت معتقلا فيه وأن أمي مريضة ومصابة بداء السكري وبالزهايمر أيضاً. ثم أخذوني أهلي الى المستشفى المركزي هناك لأني كنت اشبه بما يكون الهيكل العظمي ولا أستطيع السير إلا لبضعة أمتار فقط بسبب ما تعرضت له من إنتهاكات وتعذيب في سوريا وبعد ايام قليلة نقلت الى مستشفى الحسن الثاني في مدينة فاس، ثم إلى مستشفى السويسي في العاصمة الرباط، ثم مستشفيات ومختبرات طبية أخرى خاصة وفي عدة مدن لبضعة أشهر على نفقة أسرتي الخاصة حتى إسترجعت القليل من الصحة والعافية، وأصبحت أقوى على السير، لكن باستعمال الكرسي المتحرك ثم إستعملت العكاز.
فقمت بعدها بتقديم الكثير من الشكايات إلى السادة المسؤولين المغاربة إبتداء من السيد باشا مدينة الراشيدية وإلى السيد العامل و السيد والي جهة درعة تافيلالت وإلى اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان جهة درعة تافيلالت وإلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الراشيدية . ثم إلى السادة الوزراء كل من السيد وزير الداخلية. والسيد وزير العدل والحريات والسيد وزير الشؤون الخارجية و التعاون و السيد رئيس المجلس المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وأيضاً إلى الديوان الملكي في الرباط ، طالبا منهم أنصافي.
كوني (مواطن) مغربي تعرضت إلى كل ما ذكرته أعلاه. ظلما وعدوانا و إنتقاما. ولتعويضي أيضآ عن الممتلكات والخسائر وجبر الضرر الذي لحق بي. لكن للأسف الشديد لم أتلقى أي جواب أو تجاوب أو مساعدة من أي جهة ولحد الآن. أستحلفكم بالله العظيم واناشدكم بكل القيم الدينية والإنسانية أن تقفوا معي وان تساعدوني في هذه القضية. سواء إعلامياً لكي تصل قضيتي هذه إلى السادة المسؤولين من أصحاب الضمائر الحية وإلى الرأي العام أو بما ترونه مناسباً .
أرجو أن تنال قضيتي هذه الاهتمام المطلوب من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. علمآ اني لازلت أحتفظ بنسخ من تلك الشكايات التي قدمتها إلى السادة المسؤولين المغاربة وهي مختومة منهم . كما أني لا أمتلك أي سكن او ارض وليس لي اي عمل قار. أسأل الله العظيم الأجر والثواب والصحة والعافية لجلالة الملك سيدي محمد السادس حفظه الله ورعاه والنصر والتأييد وطول العمر. ولبلادنا المملكة المغربية الشريفة مزيداً من الأمن والأمان والاستقرار والرقي والتقدم والإزدهار.