كتب: ذ/ عبد المنعم شوقي
كثيرا ما سمعنا مقولة: “تمسك غريق بغريق”.. وقد يناسبنا في هذا الموضوع أن نقول أيضا: “تمسك غبي بغبي”.. هي مقولات كثيرة تتوافق مع الحالة التي سنسردها.. مقولات من قبيل: “إن لم تستح فافعل ما شئت”، وكذا “شر البلية ما يضحك” أو مثيلتها: “تمخض الجبل فولد فأرا”….
عموما هي نكتة أكثر مما هي حدث أو خبر لأنها تجمع كل صفات الطرافة والمستملحة والبلادة.. فتعالوا نتناولها في قالبها كما يجب.
نشرت وسائل الإعلام الرسمية لدولة النظام العسكري في الجزائر خبرا مفاده أنه تم ببلادها فتح مكتب تمثيل لجمهورية أطلقوا عليها اسم “جمهورية الريف”!!!!!!.. أنا متأكد أنني أستطيع التوقف هنا دون إطالة للموضوع لأن ملامح النكتة قد ظهرت بشكل جلي.. ولكني مع ذلك سأواصل الكتابة حتى يمكننا تحويل النكتة إلى مسرحية هزلية تلبي رغبات عشاق الكوميديا.
غبي في أوروبا أقنعه عقله البليد أن باستطاعته اختراع جمهورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. وطبعا، لم يجد من غبي آخر يصدقه سوى زعيم دولة جزائرستان الشرقية. هكذا جمع البغظ والغباء هاتين الشخصيتين القادمتين من الفضاء.. تناولا العشاء في فندق فخم، ثم خرجا يعلنان اتحادهما من أجل بناء عالم جديد ملؤه السلم والسلام والخير الوفير والمال الكثير!!!!..
وفي خضم ذلك اللقاء الرفيع، وعد زعيم جمهورية الفايسبوك نظيره القائد الأعلى لطوابير العدس والحليب أنه سيعلن قريبا عن لائحة حكومته العظمى، والتي ستتشكل من وزير التدوينات ووزير اللايفات ووزير المالية المكلف بجمع الإعجابات، ووزير التجهيز والإعدادات الفايسبوكية، والوزير المنتدب لدى تيكتوك وانستاغرام وغيرها من المناصب الرفيعة.
نعم أيها الأحبة، لقد هزلت لحد لا يطاق حتى صرنا نرى الغباء سياسة، والبلادة فكرا، والحمق نضجا وحكمة.. لقد هزلت حتى صرنا نعاين شخصا تلعب به الخمر حتى يدعي تمثيل شعب ضارب بجذوره في التاريخ والوطن.. كل هذا من أجل حفنة من الدولارات التي يجود بها عليه نظام دولة غنية بثرواتها وفقيرة بأحوالها.. إنه عصر الرذالة والمهازل.. فاللهم خذنا إليك أخذ الكرام عليك.. واللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا..