بقلم أ. مشارك د. نيرفانا حسين الصبري
من منا لا يرغب في امتلاك الفانوس السحري لتحقيق احلامه
ومن منا لا يجري وراء احلامه المراد تحقيقها ويقول ليت معي الفانوس السحري
اقرأوا معي هذه القصة
نشأ “لى ميونج باك” .. رئيس كوريا الجنوبية السابق .. 2008- 2013 – طفلًا فقيرًا جدًّا، و كان يَجمعُ القُمامَةَ يدويًّا حتى عمر 18 عامًا ليُنفِقَ على تعليمه .. وعندما انهاه إلتحق بعد تخرُّجه بشركة هيونداي لصناعة السيارات؛ و بعد خمسة أعوام أصبح مديرًا للشركة العملاقة بعد أن ضاعَفَ رأسَ مالِها في خمسةِ أعوامٍ؛ ثُمَّ رئيسًا لهيونداي؛ ثُمَّ رئيسًا لكوريا كأصغرِ رئيسِ دولةٍ فى العالمِ.
وعند زيارته الي عمان لحضور منتدي اقتصادي للدول الاسيوية ألقي محاضرة فى جامعة السلطان قابوس كضيفٍ رئيسيّ وقال:
لم تَمْحو الرئاسةُ آثارَ رائحةَ القُمامَةِ من يدي؛ و هذا أكثر ما أفخرُ به الآن .. و استطردَ قائلًا: إنَّ كوريا كانت خامس أفقر دولةٍ فى العالم من 50 عام، بينما اليوم هي أكبرُ خامسِ إقتصادٍ فى العالَمِ بسبب الإهتمامِ و التركيز ِعلى التعليمِ؛ فنحنُ لا نملِكُ أيَّ مواردَ فى كوريا غير البشر .. (شأن معظم الدول العربية)
وفي غضون خمس سنوات جعل من هيونداي إمبراطورية صناعية عملاقة؛وفي
خمس سنوات إرتقى بكوريا الجنوبية إلى خامسِ إقتصادٍ فى العالم، و لها قوةٌ سياسيةٌ و إقتصاديةٌ عملاقةٌ بلا أيِّ موارد طبيعيةٍ تُذكَرُ..(والتي في الغالب متوفرة في معظم الدول العربية)
والغريب انه عندما تَرَكَ الرئاسةَ عَمِلَ موظَّفًا فى هيئة علوم البيئة براتب 2200 دولار شهريًّا خاضعةًللضرائب ..ولكنه يحصل على 30000 دولار فى محاضرة ساعة واحدة..
هذا الانسان والرئيس جامِعُ القُمامَةِ صَنَعَ لنفسه و عائلته و بلده شرفًا و كرامةً يفتخرُ بها أبناؤهُ و أحفادُهُ و شعبُهُ إلى يوم القيامة..
وعندما نتذكَّر هذا الرئيسَ ونستمعُ إلى اي احد سياسيٍّ او اقتصادي يرأَسُ اجتماعات تَجَمُّعًا نجد في الغالب يتحدثُ عن ثَرائِهِ و إنجازاتِهِ الوهمية في الأمن و الإقتصاد و السياسة.. و الأغربُ أنَّهم قد يتبجَّحون بتاريخٍ نضاليٍّ و جهاديٍّ و بطوليٍّ ليس لهم دخل به إطلاقا
هؤلاء في رأي مهمشين فكريا لانهم ترأسوا شعوب او جماعات جعلوهم ايضا مهمشين بلا فكر او حلم لانهم صدروا اليهم الحلم الزائف والامال الضائعة في شعارات وهمية مثل المساواة والديمقراطية وغيرها فجعلوا من البلاد في الدَّرْكِ الأسفلِ من الهاويةِ بلا أمانٍ و لا اقتصادٍ و لا هيبةٍ و لا عيشةٍ كريمةٍ و لا تأمينٍ صحيٍّ و لا تعليمٍ مقبولٍ و لا سَكَنٍ بسيطٍ و لا ولا و لا و لا ………
يقولُ خبيرُ جودةِ التعليمِ الكوريِّ د.فيكتور شيا:
لا توجد دولة تتحمَّلُ إنتاجَ جيلٍ كاملٍ دونَ تعليمٍ لأنَّه بدونه سيُدَمِّرُ الدولةَ داخليًّا و يُفَتِّتُ وجودَها..
لقد أهملت حكوماتِ الشرقِ الأوسطِ التعليمَ و الآنَ ندفَعُ الثَّمنَ ..لقد أعلنت منظمةُ اليونسكو الدولية في عام ١٩٧٧ أنَّ في العراقِ أفضلَ تعليمٍ في الشرقِ الأوسطِ..
و كانَ المثقَّفونَ يقولونَ: القاهرةُ تؤلِّفُ و بيروتُ تَطبَعُ و بغدادُ تقرأُ؛
أمَّا الآنَ أصبح معظمنافي مهب الريح ..
متى نَجِدُ في حُكَّامِنا و ساسَتِنا قُدوَةً في دَعمِ التعليمِ و نَجِدُ شرفاء يحملون مشعل العلمَ الذي يسعى إلى التنظيمِ و ليسَ إلى التهديمِ؟!!. إلي النور وليس الجهل.. فليس كل علم تعليم وليس كل تعليم نور يفتح العقول ويهب الثروة الحقيقية والفانوس السحري لتحقيق الأمال والأحلام لجيل يصنع المستقبل
اللهمَّ ارزقنا العلم والتعليم ..
و ابعَث مِنَّا مَن يُصلِح حالَنا..
اللهم ارزقنا الفانوس السحري
أ.مشارك د. نيرفانا حسين الصبري
استاذ العلوم الاجتماعية الجامعة الأفروآسيوية