بقلم الدكتور/ عبدالكريم الوزان
مثل شعبي سوداني يتحدث عن هم الدين (بفتح الدال) ومايمثله من عبء نفسي وأثر سلبي كبير على المدين تجاه الدائن. فالانسان لايشعر بالراحة والسكينة الا بعد ايفاء مابذمته تماما.
الامام علي كرم الله وجهه يقول:
” إياكم والدين فانه همّ بالليل وذل بالنهار”. وقوله “اياكم والدين فانه مذلة بالنهار، ومهمة بالليل، وقضاء في الدنيا وقضاء في الآخرة”.
وهناك أقوال وأمثال أخرى مثلا:
” •إذا نحن امتنعنا عن الإقراض نخسر الأصدقاء، وبإقراضنا لهم نكسب الأعداء.
- المدين يقف منتصب القائمة، و الدائن يخر راكعاً على ركبتيه.
*من يقترض و لا ينوي التسديد، لا ينظر في شروط العقد.
•نقلت الصخر و حملت الحديد فلم أر شيئاً أثقل من الدين”.. وهكذا.
بلاشك فأن موضوع الدين جاء متلازما مع وجود الانسان على الأرض بحكم الحاجة والاشباع والظروف الاجتماعية والمعيشية. فما الجديد اذن؟!.
الجديد اليوم يكمن في ضعف التماسك الاجتماعي، والابتعاد عن التقاليد والعادات الحميدة، وانعدام صلة الرحم، كل ذلك فاقم من اضطرار الفرد للاستدانة في ظل ظروف البطالة وصعوبة الحياة وتخلف التخطيط الاستراتيجي في كل المجالات الاقتصادية والعلمية والأمنية.
واليوم ونحن في شهر رمضان المبارك الفضيل شهر الطاعة والغفران والتذكير بحال الدنيا وخلود الآخرة، ندعو لمؤازرة بعضنا البعض، وعدم رد السائلين والمحتاجين، فلا تكسر خواطرهم أو تجرح مشاعرهم أويسحق كبرياؤهم بخاصة وان بعضهم ” يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”، والله يجزي المحسنين.وفي ختام مقالنا هذا نذكر بدعاء سيد المرسلين وخاتم النبيين -صلى الله عليه وسلم حينما قال لمعاذ: ألا أعلمك دعاءً تدعو به لوكان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك قل يامعاذ : اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنعهما من تشاء أرحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك “.