بعد انخفاض كبير.. هل انتهى عصر تقلبات عملة البتكوين؟
تقرير خاص: أنور العواضي
تراجع تقلبات عملة بتكوين بشكل ضخم في العقد الماضي حيث يُتوقع أن عملة بتكوين المشفرة قد تبدأ في فقدان سمعتها كأصل متقلب.
و تعتبر بيتكوين هي أول عملة رقمية لامركزية، بدأت عام 2008من دون وجود بنك مركزي، يمكن إرسالها من شخص إلى آخر عبر شبكة البيتكوين، دون الحاجة إلى طرف وسيط ثالث كالبنوك.
تواجه عملة البيتكوين انتقاد لاذعًا، وذلك لاستخدامها في معاملات غير قانونية، إضافةً لتقلب سعر الصرف، والاختراقات الحاصلة في البورصات ما جعل الاقتصاديين يصفونها بأنها “فقاعة مضاربية”.
تقلبات كبيرة.
انخفضت عملة البتكوين، خلال الأشهر الماضية، بعد أن اختل العرض والطلب، وهو الأمر الذي جعلها تصل إلى أعلى مستوياتها،حيث أن العملة ارتفعت بنسبة 180% حتى مساء يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى وصلت له على منذ السنة الماضية.
يقول كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “Bitwise Asset Management”، مات هوغان، أن التقلبات الحاصلة في أسعار العملات المشفرة انخفضت إلى مستوياتٍ كبيرةٍ في العقد الماضي.
وقال هوغان في تصريح له، أن ما يقود سوق بتكوين في الوقت الحالي هو اختلال بسيط في التوازن بين العرض والطلب مضيفًا ” لدينا هذا المصدر الجديد الضخم للطلب من صناديق الاستثمار المتداولة ، ولدينا عرض غير مرن”. حيث بدأ التداول في 11 من مارس الجاري على أول صناديق بتكوين في البورصة الأميركية. ومنذ ذلك الحين، ارتفع سعر الأصل بأكثر من 50%.
ووصلت عملة بتكوين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا الأسبوع، بأقل بقليل من 74 ألف دولار.
سرية تامة ومعقدة
تعد عملة بتكوين رقمية ذات مجهولية، يتطلب التحويل عبرها معرفة رقم محفظة الشخص المحول إليه فقط، بدون تضمين اسم المُرسل وبياناته، وهو ما يجعل منها حلًا مناسبًا، لدى المدافعين عن الخصوصية وبائعي البضائع غير المشروعة عبر الإنترنت (مثل المخدرات) وغيرها من السلع المُحاربة.
ويتطلب تعدين البتكوين معدات وبرامج مخصصة تقوم بعملية بفك الشفرات، والعمليات الحسابية المعقدة على البرامج المتخصصة بذلك، والمتاحة بشكل مجاني على الإنترنت.
لكن لا يمكن تعدين البيتكوين على أجهزة الكمبيوتر منخفضة الأداء، بل تحتاج إلى أجهزة قادرةً على تحمُّل الضغط العالي جدا لهذه البرامج، أما فيما يتعلق بالتعدين السحابي فإنه يتمثل ببساطة بشركات متخصصة هذا المجال وتسمى بالمسبح (بالإنجليزية: Pool) وذلك لأنهم يجتمع فيه مجموعة من الأشخاص يجمعهم نفس الهدف كل يدفع نسبة من المال عبارة عن استثمار وعند الربح يأخذ، المال على حسب النسبة التي وضعها مسبقًا.
لا يمكن للجميع استخدامها.
يحُول الغموض الذي يكمن في هذه العملة الغامضة بينها وبين المستخدمين، رغم الاعترافات التي حصلت عليها في الشهر الجاري، بعد أن قاربت الأصول الرقمية لها من الترليونين درلار.
يقول هوغان “أن عملة بتكوين قد لا تكون مناسبة للجميع، قائلا “إنها تتحرك كثيراً” مشيرًا إلى أن ” بعض الناس تجد صعوبة في الفهم”.
وأكد هوغان أنه في الوقت الذي تراهن فيه Bitwise على نمو بتكوين، فإن ProShares لديها صندوق استثمار متداول يتطلع إلى الاستفادة من الخسائر من خلال صندوق Short Bitcoin Strategy.
وقال أن استراتيجي الاستثمار العالمي بشركة ProShares، سيميون هايمان، إن القوة التاريخية لبتكوين استمرت لفترة أطول بكثير من إطلاق صناديق الاستثمار في بتكوين والمتداولة في البورصة.
وأضاف” أن هذا الشهر هو شهر الذكرى السنوية لانهيار المؤسسات المالية المرتبطة بالعملات المشفرة”. “في العام الماضي، حيث كانت عملة بتكوين ترتفع في ذلك الوقت أيضاً”.
وتابع “أعتقد أن هناك أشخاصاً على المدى الطويل بدأوا في القدوم لأغراض تخصيص الأصول والتنويع”.
وفي السياق فإنه في الـ 10 من يناير 2024، تمت الموافقة من قبل الهيئة التنظيمية الأميركية لأول مرة على الصناديق المتداولة في البورصة التي تستثمر بشكل مباشر في “بتكوين”، في خطوة تُعتبر حدثاً تاريخياً لقطاع الأصول الرقمية البالغة قيمته 1.7 تريليون دولار تقريباً.
وفي 11 يناير 2024، سجّلت أولى صناديق الاستثمار الأميركية المتداولة التي تحتفظ بشكل مباشر بـ”بتكوين” بدايةً قويةً، وسط تعاملات بمليارات الدولارات في بداية تداولات غير مسبوقة للأدوات الاستثمارية التي طال انتظارها وتم تداول وحدات بأكثر من 3.5 مليار دولار في 11 صندوق “بتكوين” أميركي متداول.
وصار تداول “بتكوين” أكثر سهولة ببورصات العملات المشفرة في الولايات المتحدة، مقارنة بالمنصات في الخارج، وهو تحول في السيولة يُعزى إلى إطلاق الصناديق المتداولة بالبورصة للأصل الرقمي الأكبر في العالم.
ختامًا شهدت عملة بتكوين تقلبات كبيرة خلال الأعوام الماضية، ورغم التقلبات فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستفقد سمعتها كأصل متقلب، وعلى الرغم من هذه المخاطر، يعتقد بعض المستثمرين، أن عملة بتكوين لديها القدرة على أن تصبح أصلًا استثماريًا رئيسيًا في المستقبل.