إعداد: شيماء مدان/
عند ذكرنا للحضارة المغربية، تتبادر إلى أذهاننا مباشرة الحضارة الامازيغية، لكونها من أقدم الحضارات، فبعدما تم العثور على العديد من البقايا البشرية في جبل ايغود سنة 1991، و تأريخها باستخدام التقنيات الحديثة سنة 2017، وُجد أن عمرها يعود لـ300.000 سنة على الأقل، الشيء الذي يجعلها من أقدم الآثار المكتشفة للإنسان العاقل في العالم.
وتعتبر كلمة أمازيغ، وجمعها إمازيغن، الاسم الذي يسمي به الأمازيغ أنفسهم منذ القدم، وبها عرفهم أقدم المؤرخين، وكذلك أقرب جيرانهم، ويعني الإنسان الحر النبيل.
ففي القرن الأول قبل الميلاد، أنشَأ الأمازيغ مملكة على سواحل البحر المتوسط عُرفت بمملكة موريطنية.
هذه المملكة انقسمت سنة “40” إلى موريتانيا الطنجية في شمال المغرب، وموريتانيا القيصرية في شمال الجزائر، هذه التسمية صارت تُطلق حاليًا على الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
تمت الإشارة للبلاد لاحقًا باسم المغرب الأقصى باللغة العربية، بينما اشتَقت البلاد اسمها في اللغات الأوروبية من الكلمة اللاتينية مُرُك (باللغة اللاتينية: Morroch) وهي تصحيف اسم مراكش.
بالموازاة مع ذلك، وللإشارة إلى المنطقة المغاربية بشكل عام، كان المؤرخون العرب في القرون الوسطى يَستعملون لفظ “بلاد المغرب” بينما الأوروبيون يَستعملون لفظ “الساحل البربري” للدلالة على ثلاثة أقاليم: المغرب الأدنى (إفريقية أو تونس الحالية)، المغرب الأوسط (الجزائر الحالية)، المغرب الأقصى (المملكة المغربية الحالية).
يعود تاريخ قدماء الأمازيغ إلى حوالي 1000 سنة قبل الميلاد، حيث سيطر القائد الأمازيغي “شيشنق الأول” من ليبيا على عرش مصر سنة 950 ق.م. وقد تمكّن من تأسيس أسر فرعونية أمازيغية وهم الأسرتان الثانية والثالثة والعشرون، اختلف المؤرخون حول الوسيلة التي استخدمها الأمازيغ للدخول إلى مصر، إذ نجد البعض يميل إلى القول بأنهم دخلوها بالقوة، بينما يقول البعض الآخر بأن ذلك قد تم بالسلم، على أن ما يصعب نفيه هو تلك السلسلة من الهجمات الأمازيغية التي كان يتعرض لها العرش المصري منذ بداية الحضارة الفرعونية.
ويشكل عدد الناطقين باللغة الأمازيغية 26,7%من إجمالي عدد سكان المغرب،وذلك حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2014، و يتوزعون على ثلاث مناطق جغرافية واسعة:
- : يوجد الناطقون بالريفية والزناتية.
- : يتحدثون الامازيغية.
بالنسبة للدين، مر الأمازيغ بثلاث مراحل قبل اعتناقهم للاسلام، و تتجلى هذه المراحل في:
الوثنية: عَبَد الأمازيغ القدماء، كغيرهم من الشعوب، الأرباب المختلفة؛ فبرز من معبوداتهم “تانيث” (اله انثى مبجلة عند سكان شمال افريقيا قديما، و تعتبر حامية مدينة قرطاج)، “أطلس” (اله معبود في الأساطير الاغريقية، يشتهر بحمله قبة السماء على كتفيه)، “عنتي” (بطل من الاساطير الامازيغية، إذ كان حاميا ارض الأمازيغ ضد الاجانب الذين حاولوا إيذاء الامازيغ)، و”بوسيدون” (اله البحر والعواصف والزلازل و الخيول).
اليهودية: من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية، حيث اعتنقت العديد من القبائل الليبية الأصلية الديانة اليهودية.
المسيحية: قبل وصول الإسلام إلى المنطقة، كانت معظم المجموعات الأمازيغية إمّا مسيحية أو يهودية أو روحانية، وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية، ودافعوا عنها في محنتها.
بعدها يأتي الإسلام، حيث آمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية بعد الفتح الإسلامي، كما ساهموا في نشره في الأندلس وبلاد السودان.
بالاضافة الى هذا، يتميز الأمازيغ بعاداتهم و تقاليدهم الظاهرة في ملابسهم و أكلهم و طريقة عيشهم،
بالنسبة للملابس، يعرفون بالبرنس أو “اعلاو” بالأمازيغية، وهو رداء ذو غطاء للرأس مخروطي الشكل يصنع من الصوف غالبا لحماية الأمازيغ من البرد القارس خاصة في الجبال.
أما الأكل، فيشتهرون بالكسكس، الأكلة الأمازيغية المعروفة، والزميطة أو “البسيسة” وهي خليط من الشعير وبعض النباتات الأخرى، “لمريس”، و هو مزيج من دقيق الشعير والماء، وعادة يشرب صباحا، وأيضا “زيراوي” وهي أكلة تصنع من الثريد المقطع إلى قطع صغيرة يضاف إليها التمر المكدس، ثم تخلط مع زبدة الماعز أو البقر وأحيانا يضاف إليها العسل وتقدم غالبا في الأفراح والمناسبات.
وتعتبر العادات والتقاليد الاجتماعية للأمازيغ، من روافد التأثير الاسلامي إلى الأمازيغية؛ حيث اتخذوا منها وسائل للتلقين والاستيعاب والفهم. ومن أهم العادات التعليمية التي نذكر منها: «التعليم الليلي» و«عرس القرآن» و«بخاري رمضان» و«المولد النبوي» ثم «أدوال» بنوعيه: النزهة والسياحات.
المصدر: ويكيبيديا