الدرك الملكي في بركان يواجه الجريمة ويفرض النظام والأمن ويبعث الطمأنينة والسكينة في العالم القروي
يعد الدرك الملكي مؤسسة أمنية وعسكرية محترفة هي فرع من القوات المسلحة الملكية وإحدى فيالق نخبتها، وتتشكل من عدة وحدات أساسية إضافة إلى القيادة، هناك الدرك الحربي ودرك الحربية، والدرك المتنقل، والدرك التقني والدرك المكلف بالشؤون القضائية والجنايات. ويختص كذلك في مراقبة حركة السير خارج المدن، ويضم عدة وحدات خاصة بالتدخل السريع ومكافحة الجرائم والمخدرات والهجرة السرية ومراقبة الشواطئ والغابات والمطارات، وتأمين النوادي الرياضية الوطنية والأجنبية في تنقلاتها خارج المدار الحضري.
وأكد القائد العام الجنرال دو كور دارمي محمد حرمو أن “قيادة الدرك الملكي تحرص على تفعيل مبدأ الحكامة في مجال ممارسة الشرطة القضائية وذلك عن طريق تعزيز آليات تخليق المرفق العمومي على مستوى هيئات الرقابة والتفتيش المحدثة على جميع مستويات المسؤولية، ووضع ميثاق السلوك والأخلاقيات الخاص بأفراد المؤسسة، والذي حدد مجموعة من قواعد السلوك التي ينبغي على الدركي إما الالتزام بها أو تفاديها في حياته المهنية وسلوكه الشخصي”، مشددا على أنه “تم حث جميع المسؤولين على اعتماد مبدأ التخليق كركيزة أساسية لحسن تدبير عمل ضباط الشرطة القضائية، وتعزيز التكوين على مختلف أسلاكه بمواضيع تهدف الى ترسيخ وتكريس مبادئ النزاهة والتجرد والاستقامة والمسؤولية والانفتاح والشفافية والشرف والالتزام”. وأضاف خلال افتتاح الدورة التكوينية الجهوية الخامسة يوليوز الماضي والمنظمة لفائدة المسؤولين القضائيين عن النيابات العامة ومسؤولي الشرطة القضائية في موضوع “العدالة الجنائية وآليات تجويدها بين متطلبات تحقيق النجاعة وتعزيز القيم والأخلاقيات المهنية”، أن مؤسسة الدرك الملكي منخرطة منذ عقود في مواكبة تنفيذ السياسة الجنائية وإحداث الآليات الضرورية والملائمة لتحقيق العدالة الجنائية ومواجهة الجريمة بشتى أنواعها.
مؤسسة منخرطة لمواكبة تنفيذ السياسة الجنائية وتحقيق العدالة ومواجهة الجريمة
برزت الخطوط العريضة لحصيلة عام 2023 أساسا، في تكوين ما مجموعه 14 ألفا و794 مستفيدا من التكوين والتدريب على المستوى الوطني والدولي، وعالجت ما يتصل بمكافحة الجريمة 349 ألفا و654 قضية، وتوقيف 73 ألفا و12 شخصا، وتفكيك 376 شبكة إجرامية، ونشر 6832 عنصرا لإسناد التدخلات في زلزال الحوز، وتعبئة 10 مروحيات. وبلغت عمليات الدعم والإسناد الجوي عدد ساعات الطيرات التي قامت بها مروحيات وطائرات المجموعة للدرك الملكي 6567 ساعة، أما بخصوص الإصغاء للمواطنين فبلغ عدد اتصالات النجدة عبر الخط الهاتفي 177، 3 ملايين و819 ألفا و446 اتصالا توصلت به مختلف مراكز الاتصال التابعة للدرك الملكي.
وتم في إطار السهر على السلامة الطرقية، نشر 423 ألفا و627 دورية لشرطة السير والجولان عبر الطرق الوطنية والسيارة، مع تسجيل مليونين و508 آلاف و408 مخالفة.وواصلت مصالح الدرك الملكي جهودها لمكافحت الهجرة، وسجلت 4796 قضية مكنت من توقيف حوالي 43 ألفا و131 مرشحا وتفكيك 296 شبكة إجرامية، والقيام بما مجموعه 446 مهمة بحرية أجريت باستخدام الطائرات والمسيرات التابعة للدرك الملكي.
وأكد تقرير أنشطة الدرك الملكي لعام 2023 الإلتزام الثابت “بسلامة وحماية المواطنين وممتلكاتهم وكذلك بمكافحة الجريمة بمختلف أنواعها”، لافتا ضمن المجلة الفصلية “الدرك الملكي” عدد 79 (يناير-مارس 2024)، إلى أن مؤسسة الدرك الملكي “أكدت من جديد على مكانتها كحصن منيع في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة خلال الأوقات الصعبة، كما تجلى ذلك خلال زلزال الحوز” استجابة للتوجيهات الملكية السامية، كما جاء في افتتاحية العدد 78 (أكتوبر-دجنبر 2023)، حين وَظَّفت عناصر الدرك الملكي، ضمن المنظومة الوطنية، خبراتها وكافة مهاراتها من أجل مساعدة الأشخاص المتضررين” في الخطوط الأمامية للإغاثة وتقديم المساعدة لمن هم في حاجة إليها، والعمل بلا كلل من أجل ضمان سلامة المتضررين، وهو ما عاينه ضحايا الزلزال وكذا الإعلام الوطني والعالمي الذي غطّى وقائع كارثة الحوز..ما يقتضي حسب نظرنا كإعلام وطني متتبع وناقل يومي لأخبار العالم القروي، إيلاء هذه الفئة من خدام العرش العلوي المجيد العناية القصوى عبر تحفيزات مالية تروم الرفع من معنوياتهم وتحفزهم أكثر على البذل والعطاء.. مع تمتيعهم بأجور توازي ما يقدمونه من خدمات جليلة، عبر استرخاصهم الغالي قبل النفيس في سبيل خدمة المواطنين مخلصين دوما لشعارهم الأبدي “الله، الوطن، الملك”. ويتم كل عام (14 ماي) ضمن الحفلات المنظمة في ربوع وطننا بمناسبة ذكرى تأسيس القوات المسلحة الملكية وتاریخها الحافل بالأمجاد والبطولات، استحضار عدد من المحطات التي تفانى فيها رجال الدرك الملكي من أجل القيام بمهامهم، بصفتهم خدام العدالة والساهرين على إنفاذ القانون لمواجهة الجريمة وفرض النظام والأمن وبعث الطمأنينة والسكينة في المجتمع، يوحدهم حب الوطن والتفاني في خدمته والحرص على ثوابته وحماية مصالحه العليا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتأييد وسدد خطاه.
فعالية الدرك الملكي في تفنيد الإشاعات تعزيز لقيمه وأخلاقياته المهنية
يطبق رجال ونساء الدرك الملكي في إقليم بركان كما باقي أقاليم جهة الشرق، كل ما جاء في حوار العدد الـ 78 من مجلة الدرك الملكي مع العميد محسن بوخبزة، رئيس المصلحة المركزية للشرطة القضائية، حول “العدالة الجنائية وسبل تحسينها بين متطلبات الفعالية وتعزيز القيم والأخلاقيات المهنية”، انطلاقا من الإستراتيجية الأمنية التي اعتمدتها القيادة الجهوية للشرق، في خطوطها العريضة لمكافحة الإتجار بالمخدرات والهجرة غير القانونية والجريمة المنظمة والعادية.
وغالبا ما تشن مصالح سرية إقليم بني يزناسن، حملات أمنية واسعة تهدف من خلالها إلى محاربة الجريمة بنفوذها الترابي، تركز على تنقيط المشكوك في أمرهم وتوقيف الأشخاص المبحوث عنهم، مع اقتحام الأماكن المشبوهة، وحجز الدراجات النارية غير المستوفية للشروط القانونية، وغيرها من المبادرات الأمنية الهادفة لفرض الأمن العام، عبر خطط محكمة وضعت بحنكة لتجفيف منابع الإجرام بكل أنواعها في الإقليم البرتقالي. وسُجل التفاعل الدائم للسرية مع الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الإجتماعي، كما وقع مؤخرا مع شريط “فيديو” يكون قد سجله سائق وسيلة نقل ونشر عبره خبرا زائفا يمس الإحساس بالأمن لدى المواطنين بواسطة إشاعة بيانات زائفة حول قيام عصابة إجرامية باعتراض سبيل المارة ومستعملي الطريق المداري. تبين من خلال التحريات والأبحاث التي باشرتها أن الأمر يتعلق بحجارة يستعملها الأطفال والمراهقين خلال تشجيع وممارسة كرة القدم ولا علاقة لها بأية عصابة منظمة أو عمل إجرامي.
تأمين الأمن العام لفعاليات أكبر زاوية دينية بالمغرب وإفريقيا
يعتبر توفير الأمن والطمأنينة حاجة أساسية وضرورة ملحة تفرض وجودها بغية إنجاح أي تظاهرة كيفما كانت، ومن خلال متابعتنا لتغطية فعاليات مختلف أنشطة الزاوية البودتشيشية بجماعة مداغ، لاحظ الجميع المجهودات الجبارة التي يذلها عناصر الدرك الملكي في المساهمة الفعالة لإنجاحها، اذ أبان رجال الفاضل “ولد الناس” الجنرال دكور دارمي محمد حرمو في الإقليم البرتقالي عن احترافية عالية في مجال تنظيم حركة المرور وحماية وتأمين الزوار والمشاركين الأجانب من مختلف دول العالم والجماهير المغربية الكثيفة التي تحضر لمقر الزاوية المباركة، سيما عبر الإستباقية في الخبر والمعلومة.
وتستحق مجهودات رجال ونساء الدرك الملكي بمختلف رتبهم الإشادة والتنويه، حيث ثمنت فعاليات المجتمع المدني والساكنة وممثلي الإعلام الدولي والوطني والجهوي والزوار التواجد الميداني لقائد سرية الدرك الملكي ببركان الذي يعمل جنبا إلى جنب مع عناصره ويتدخل في جل الحالات وعينه على كل كبيرة وصغيرة ويعطي تعليماته من أجل التصدي بحزم لكل ما من شأنه أن يعرض سلامة الزوار لأي خطر، بالاضافة إلى سهره على مواكبة تنفيذ الخطة الأمنية المعدة سلفا من طرف القيادة الجهوية تحت إشراف القائد الجهوي، لتأمين الأشخاص والممتلكات وتسهيل حركة المرور…في عمل احترافي لضابط يسلك نموذج التعامل السلس المقرون بالتواصل من أجل تأمين جميع فعاليات أكبر زاوية في المغرب والتي تَفَرَّعَت جذورها في مختلف بقاع المعمورة.
وكان القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، قد تفضل في مناسبة الذكرى 24 لعيد العرش المجيد، بترقية عدد من الضباط في صفوف الدرك الملكي بعدد من الجهات، وشملت الترقيات “القبطان” أملال قائد سرية الدرك الملكي ببركان الذي تم ترقيته لرتبة “كومندار” بعد مساره الجاد والمثابر في مواجهة الجريمة وتحقيق الأمن بتدخلات ناجعة.
أصحاب “البدلات الرمادية” أبطال الواجب الوطني
وجب عدم إغفال إشادة الساكنة القروية ومنتخبيها في زمن كورونا بجهود رجال ونساء الدرك الملكي في كل وقت وحين وتعبئتها لفرض الإحترام التام للتوجيهات المعلنة من طرف الحكومة في سياق حالة الطوارئ الصحية للحد من انتشار فيروس (كوفيد-19). وتواجد أصحاب “البدلات الرمادية” بمختلف رتبهم ومنذ بدء الأزمة الوبائية، إلى جانب الأجهزة الأمنية الأخرى في الخطوط الأمامية مع عدو “خفي” فتك بكل من صادفه في طريقه. وضحى في تفان وإخلاص لا ينضبان، أبطال الواجب الوطني ببركان على غرار باقي الوطن من وقتهم لمداهمة المخاطر، قصد السهر في أدق التفاصيل، على راحة وأمن المواطنين، مع الإنخراط في المعركة الطاحنة ضد هذا الوباء منذ إعلان أول حالة.
وعاين المرء وقتها كما عاينت “المنعطف” في الجماعات القروية بتراب إقليم أول رئيس حكومة بعد الإستقلال، سهر عناصر الدرك الملكي اليقظة عبر الوسائل اللوجستيكية اللازمة وانسجاما مع مهامها اليومية، على احترام التدابير التي أقرتها السلطات العمومية من أجل احتواء الوباء بأكبر قدر ممكن. وتقلدهم عند الحواجز الأمنية للمهمة النبيلة والراقية في الجمع بين مهام المراقبة والمعاينة والتحسيس، إلى جانب التفتيش النظامي لكافة أصناف المركبات من سيارات وشاحنات ودراجات نارية، التي تمر عبر المحاور الطرقية في مداخل ومخارج إقليم بركان وجماعاتها القروية.