بقلم/ سلمان تومي
إسرائيل وهي تنازع وتستميت من أجل استعادة بعض هيبتها الضائعة، لا حلّ أمامها سوى توسيع رقعة الصراع وإدخال أطراف أخرى بغرض توريطهم في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة.
إسرائيل تخسر معركة قانونية وسياسية ودبلوماسية إضافة إلى خسائرها العسكرية وتخسر شعبية وسط المحافل الدولية كانت تحظى بها، ثم لا تجد سندا لها في أزمتها التاريخية هذه سوى دعم الولايات المتحدة، ولولا المساندة غير المشروطة من الأمريكيين لكان وضع الإسرائيليين بين تشريد وخسائر عسكرية لا تعدّ. تطرّفها الجنوني في استهداف الإيرانيين لا يعكس قدرة إسرائيل بقدر ما يعكس اضطراب مسؤوليها وتركيزهم على توريط إيران في حرب مباشرة مع الأمريكيين بتوقيت يلائم مصلحة الإسرائيليين، أي في وقت يخسرون فيه معركة في غزة ظنوا أنها منصة للانطلاق نحو تحقيق مشروعهم الأعظم، بتشبيك علاقات مترامية مع عرب ومسلمين وتحشيد قانوني وعسكري كبير لخوض معركة نهائية ضد محور الشر (محور المقاومة)،
لكن نصف سنة مرت دون أن يحققوا إنجازا عسكريا واحدا يُذكر، فضلا عن أنهم خسروا دعما عالميا كان غطاء أساسيا لجرائمهم ضد الفلسطينيين طيلة عقود.
اليوم يخسرون هذا الغطاء الدولي وتنكشف حقيقتهم أمام القاصي والداني ويشعرون بعزلتهم، فلا سبيل أمامهم سوى توريط الأمريكيين في حرب ضد إيران وحلفائها.أمام هذا الجنون الإسرائيلي، أنتوقّع من الإيرانيين ردّا حاسما ومستعجلا؟ أم نتوقّع الرصانة والصبر في معركة تخسرها إسرائيل حتما، تخسرها ليس بصواريخ إيرانية وإنما ببنادق فلسطينيين.
أعتقد أنّ من أوصل الإسرائيلين ليضيق بهم الخناق إلى هذا الحد بقادر على إيلامهم أكثر، ولكن دون إحداث ضجة. أعرف مثلا إيرانيا وهو مثل يعكس إلى حد كبير طريقة تفكيرهم ومنهجهم في التعامل مع الآخر “با پنبه سر بریدن” (أن تذبح بالقطن).
فليس المهم متى يكون الردّ، ولكن كيف يكون، وأعتقد أن ورطة إسرائيل المتفاقمة جزء من الردّ الذي يعيه الإسرائيليون جيدا ولا تعيه جماهير تعودت على مشاهدة ميادين كرة القدم.