في البداية، كانت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مليئة بالثقة والتفاؤل بالقوة الإسرائيلية وقدرتها على تغيير مستقبل الشرق الأوسط خلال العدوان على غزة.
لكن، كشفت الأحداث خلال ستة أشهر من القتال عن هزيمة إسرائيلية، حيث فشلت في تحقيق أهدافها واستنفدت مواردها.
تبين خلال هذه الفترة حقيقة الأساليب القاسية التي استخدمتها إسرائيل، بما في ذلك جرائم الإبادة والقصف العشوائي الذي استهدف الأبرياء.
ورغم محاولات نتنياهو في بداية العدوان للتباهي بالقوة والعزيمة، فإنها لم تثبت جدواها، وانعكست تلك التصريحات بصورة سلبية على مكانة إسرائيل في الساحة الدولية.
الآن، تواجه إسرائيل تحديات أخلاقية وسياسية جسيمة، حيث أصبح من الصعب على السياسيين الغربيين دعمها بسبب انتهاكاتها الواضحة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.
حتى الرئيس الأميركي جو بايدن يجد نفسه في موقف صعب، حيث يواجه ضغوطاً داخلية للتخلي عن دعم إسرائيل في ظل ما تمارسه من أعمال عنف وقمع.
من خلال هذه التحولات، يبدو أن دولة إسرائيل لم تعد تتمتع بالدعم السابق في الرأي العام الغربي، بل أصبحت محطة للانتقادات والاستنكار.
ومن الممكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى تقويض مكانتها الدولية وتعزيز الدعوات لتحقيق العدالة للفلسطينيين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
عدة شخصيات إسرائيلية، بما في ذلك وزير العدل الإسرائيلي السابق حاييم رامون، أقرت بأن الحرب على غزة انتهت بخسارة إستراتيجية لإسرائيل.
كما أن المقاومة في غزة انتصرت من الناحية العسكرية والأخلاقية والسياسية، حيث تمكنت من تحقيق انتصارات على الجيش الإسرائيلي وكسرت تفوقه العسكري وأظهرت قدرتها على التحكم في الأوضاع واختيار الأهداف رغم الضغوط الكبيرة.