في البدء: حزب سياسي في سجن عكاشة !!؟
يمكن القول بأن شرط تكوين حزب سياسي من داخل قضبان سجن عكاشة أصبح كامل الأركان والعناصر، مع اكتمال استضافته نهاية الأسبوع الماضي لعناصر سياسية قوية جاها ومالا، إضافة إلى ما سبقهم من منتخبين فاسدين.
إذ، أصبح الحديث بداخل سجن عكاشة حول إمكانية توحيد وجهات نظر السياسيين – المنتخبين سجناء عكاشة في إطار سياسي جديد من داخل القضبان، والذي قد يشكل سابقة تاريخية يضمن وجاهتها فساد هؤلاء المنتخبين وقبح مسارهم السياسي خارج القضبان، خصوصا وأن وضعيتهم لا تسمح لغيرهم الدفاع عنهم.
لذلك فهم مجبورون على أن يتكاثفوا ويتضامنوا فيما بينهم ويوحدوا “رؤيتهم الافسادية ” «vision corrompue.» لتنظيم حياتهم بداخل السجن في إطار “حزب سياسي “، ينهل من معين الفساد قوانينه التنظيمية ورؤيته الحزبية، متطلع إلى الابداع أكثر في عالم الفساد، رقيا بالفكر الفاسد والتصور الفاسد وصولا إلى تحقيق “مستقبل أكثر فسادا”، بالرغم من اختلاف تفاصيل قضايا هؤلاء المنتخبين السياسيين السجناء وتفرعها وتشعبها وتعقدها أحيانا، فهم يتحدون في أنهم ركبوا سفينة الفساد التي عثت فسادا في البلاد والعباد، والتي قهرتها أخيرا دولة الحق والقانون ودولة العدالة الاجتماعية، حيث المواطنون سواسي أمام القانون، كما ينص على ذلك دستور المملكة.
إن ما يحدث في المغرب منذ سنين قليلة خلت، هو عبارة عن عملية تطهير لجسم حزبي وانتخابي انتفخ أكثر من اللازم بفساده. بدت هذه الحملة التمشيطية لاستباحة الفساد مفاصل المؤسسات المنتخبة من طرف الذين يُدعون “بصفوة المجتمع”؛ بدت خافتة في بدايتها. وتواصل تنفيذ عملياتها الأن بشكل أقوى.
قطفت في بدايتها صغار الفاسدين وجست نبض المجتمع قبل نبض صناع القرار حول ردات الفعل عن مصير هذه العملية التمشيطية، واعتمدت الدولة وقضاؤها على نصوص دستور المملكة الحديث الذي يؤطر ويحصن نفاذ القانون.
وهي في ولادتها الجنينية، لقيت الرضى المطلق للشعب على جرأة القضاء ونزاهته وحمايته لمقدرات الوطن وممتلكات الدولة التي عشش فيها الفساد فنخر جسمها وزرع فيه طفيليات جرثومية خطرُها في الفتك والقتل أخطر من جرثومة كوفيد 19 ، وأخطر من مرض السرطان ومرض الايدز.
ذلك، أن سرطان الفساد يستبيح كل مفاصل الدولة، كما يستبيح المجتمع ويفسد قيمه ونبله الإنساني، فيمرغه في وحل الجشع القاتل ويسقيه من معين فوضى الأخلاق المنحطة التي لا تؤمن إلا بشيطنة الحياة وبأبلسة المجتمع حتى يختلط الحابل بالنابل ويغوص الجميع في تيهان الضياع بدون حدود وبدون قيم مثلى، فتضيع نكهة الحياة وحلاوة الدنيا، ويعلو سيف الغصب والتخريب في مفاصل الدولة ، فتنهار حيث يزبد الفساد وهو يتربع على كرسي الدولة رافعا سيفه على كل من شم فيه رائحة نبل الأخلاق والنزاهة والكرامة، وعلى كل من أصر على تنفيذ القانون بالتساوي على الشعب. ولا دواء لهذا الداء، إلا سيف القانون ونزاهة العدل.