المؤتمر الدولي للعلوم الاجتماعية والصحة تنظم للتشكيلي صابر معرضا تشكيليا بشعار “الفن في خدمة الصحة”
فاس – الحدث الافريقي
ينظم الفنان التشكيلي والسينوغراف حسن صابر الباحث في سوسيولوجيا الفن ايضا معرضا تشكيليا يحمل شعار “الفن في خدمة الصحة” في إطار فعاليات المؤتمر الدولي التاسع للعلوم الاجتماعية والصحةالمنظم من طرف مختبر السوسيولوجيا والسيكولوجيا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بكلية الآداب والعلوم الانسانية فاس ظهر المهراز حول سياسات الصحة والحماية الاجتماعية في مواجهة اللامساواة، على اعتبار ان الممارسات الفنية بشتى تعبيراتها وتجلياتها تمنحنا فرصة للاستمتاع بالاثر الفني
ومن المعلوم التشكيل والموسيقى والمسرح والكوريغرافيا تلعب دورا في التعلمات والمهارات الرامية إلى خدمة صحة الإنسان من طفولته إلى شيخوخته، ولعل هذه الممارسات الفنية تساعد الناس على تحديد اختباراتهم وقراراتهم وبالتالي تعزيز عافيتهم الصحية والنفسية بعيدا عن العنف قريبا من الحوار والتواصل الفعال”.
ومن الواضح، أن الموسيقى تدعم قدرات الادراك والانتباه والترميز ايضا من خلال النغم والايقاع الذي تتقابل فيه النوتة الموسيقية مع الايقاعات اللونية والترميبات الفنية حيث التوازن بين عناصر الفن التشكيلي والقيم الجمالية المميزة لكل عمل، وفي هذا الإطار نجد تجارب متعددة في توظيف الموسيقى في المستشفيات والعيادات الطبية وفقا للثقافة الفرعية لكل بلد بما يحدد نمط التذوق الفني حيث فنون في الرعاية الصحية تستدعي بيئات امنة للرعاية الصحية النفسية والبدنية، مثل المستشفيات والعيادات، إذ تساهم مختلف الأنشطة الفنية بتعزيز البرامج العلاجية للعديد من الأمراض.
كما هو الحال لورشات الرسم والفن التشكيلي التي تستعمل في العلاج والتوفيق من الألم والمعافاة مع المرض وتحفيز المريض على تجاوز علته.
ان سوسيولوجيا الفن كفرع من فروع علم الاجتماع يسعى الكشف عن الروابط التفسيرية الدالة عن العلاقات القائمة بين الفنان ووسطه الثقافي ،وايضا بين التعبيرات والمهارات الفنية والمواد والأدوات المستعملة ضمن كل منجز او اثر فني ارتباطا بالمعطيات الاجتماعية والثقافية.
وما ينطبق على التعبيرات المسرحية والموسيقية والتشكيلية ينطبق على الرقص وبالنظر الى ما تتجه مقاربات سوسيولوجيا الفن فالفنان كما فنه يتاثر بالممارسات الثقافية التي لها بدون شك تأثيراتها على التدخلات الفنية ارتباطا بخلفيات المرضى الثقافية المختلفة وفقا للثقافات الفرعية السائدة، وهنا نتساءل عن اهمية بلورة سياسات صحية تسعى إلى ارساء برامج الأنشطة الفنية المتنوعة التي تساعد على ضمان الرعاية الأولية بتوجيه المرضى نحو الانخراط في أنشطة فنية تتناسب وطبيعة المرض وثقافة المرض والمريض.
وهنا نجد ان صانعي القرار في السياسات العامة في القطاع الصحي مطالبين بوضع هذه البرامح في قلب برامج الفنون من أجل الصحة داخل المجتمع اي الوسط الطبي ، وايضا تعزيز الوعي العام بالفوائد الصحية لتضمين الفنون، وإدراج مختلف أنشطتها في سلسلة التداريب الخاصة بالاطقم الطبية المتخصصة في الرعاية الصحية.
إن تنظيم معرض فني حول الفن في خدمة الصحة ضمن مؤتمر دولي للعلوم الاجتماعية والصحةالمنظم من طرف مختبر السوسيولوجيا والسيكولوجيا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، يعتبر دعوة واضحة للاهتمام بالممارسات الفنية بالنظر إلى هذا التقليد الذي أخذه المختبر على عاتقه بتنظيم معارض تشكيلية داخل وخارج فضاءات الجامعة لفتح مجالات ارحب للنقاش والحوار الثقافي والفني.
وهي ايضا إشارات دالة على حضور مبخث سوسيولوجيا الفن كمبحث يلامس مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية المحيطة بالعمل الفني . ولعل الأمر فيه حرص ووعي من فريق المختبر بأهمية الممارسات الفنية والثقافية وخاصة ارتباطا بالفعل الاجتماعي حيث المعنى والفهم.