كثُر الغواء كثيرا، في بلاطوات لا علاقة لهم بالرياضة ولا بالإعلام، يتحدثون وكأنهم في ثكنة عسكرية، كيف يعقل لمنشط تلفزي أن يتحدث بطريقة غبية ويقول: “ربحونا بالكولسة، أما سياسيا وعسكريا والله لا ربحونا”، تبا لهذا الغباء.
وصار عيسى حياتو وموتسيبي وانفانتينو كلهم ضدهم، إنهم مثال حي لنخبة أنتجها العسكر لا تؤمن إلا بالمؤامرات، وكل ما يفعله الجار هو تآمر ضدهم، إنه طريقة ذكية لاستغباء العامة وتصريف المشاكل نحو الخارج، وصنع ذلك العدو الوهمي، وتحسيس الناس بالخطر الدائم.
راجعوا التاريخ ستجدون أن فرنسا خيمت 132سنة والجيران ساعدوكم على الاستقلال، وردا للجميل، أنشأتم مرتزقة على أراضيكم ومنحتموهم جنوب البلاد، وصرفتم مئات الملايين من الدولارات لتقسيم الجيران، عوض تنمية البلاد والعباد والقضاء على طوابير المواذ الغذائية.
لقد نسيتم أن الجارة، امبراطورية قاومت كل العواصف منذ 12 قرنا، وأوقفت العثمانيين على حدودكم، بعد معركة طاحنة، أحس من خلالها سليمان القانوني أنه لا جدوى من تكرارها، فكان المغرب استثناء لوجود دولة قوية تحمي حدوده وسيادته.
امبراطورية وصلت إلى جنوب فرنسا، وهزمت الإسبان والبرتغال في معارك كثيرة. وحين ضعفت فرضت عليها الحماية الفرنسية وليس استعمارا. لكنها ضلت معقلا قويا وحصنا منيعا لكل الغزاة.
فلا مجال للمقارنة، عليكم بنسيان التاريخ، الذي تريدونه على مقاسكم، البحث عن الهوية الوطنية لا يعني العداء للآخر، لأنه غير مسؤول عن فقدانها، ما يجمع الشعبين أكثر مما يفرقهما، لكن الدور الوظيفي للنظام العسكري بالمنطقة، أفسد على الشعوب تطورها ونمائها، كيف يعقل لدولة غنية بالغاز والبترول، لا توفر الحليب والدقيق والعدس لشعبها، في حين دول الخليج حققت لشعوبها رفاهية لا تقارن.
في حين تونس والمغرب، لا يملكان نفس الثروات الطبيعية لكنهما على خطى حثيثة للتنمية بالوسائل المتاحة، ربما تونس أوقفت تطورها، الاضطرابات التي سادتها. لكن المغرب بفضل سياسة حكيمة ووضع مستقر، حققت نموا كبيرا في العقدين الأخيرين، بفضل سياسة الانفتاح على الاستثمارات الخارجية، وتطوير البنية التحتية، والسياحة.
أوقفوا هذا العبث على قنواتكم، إذا كان العسكر فقدوا صوابهم، فهناك عقلاء عليهم أن يتحدثوا، فالخريطة المغربية معروفة لدى العامة، والقميص معتمد من المؤسسات الرياضية.
لكن لي سؤال، زعيم الماك أعلن استقلال القبائل بالولايات المتحدة، ولم تستدعوا السفير الأمريكي لديكم؟ ما بالك لو قام بنفس الأمر وأعلنها بالمغرب. فرنسا داعمة لإسرائيل، ولم تقاطعوها وتتوددون زيارتها أو زيارة ماكرون لكم، رغم أنه قال أنه لا توجد أمة جزائرية، ولم تحركوا ساكنا، بل استقبلتموه بالزغاريد.
المغرب له سياسة واضحة لا تقبل حلول الأنصاف، إرغمنا القوى الكبرى أن تقبل بحلولنا وافكارنا، وإلا قاطعناهم والمثال، العديد من الدول الأوربية وآخرها فرنسا.
عودوا لرشدكم، وابحثوا عن حل لمرتزقة البوليساريو، أو امنحوهم جزءا من اراضيكم الجنوبية، وعالجوا مشاكلكم الداخلية، فعوض بحثكم عن منفذ على الأطلسي ستجدون أنفسكم بدون منفذ على البحر الأبيض المتوسط، وتصبح صحرائكم مرتعا للإرهاب والمرتزقة.