من الواضح للمتتبعين ان الحديث عن الطقوس الصوفية حيث حضور مقامات التجلي والتزكية النفسية والتحلي بنبل السلوك المفعم بالقيم الإنسانية في سفر روحاني دونما انقطاع ، إنه سفر يأخذنا إلى الماضي في ذاكرة أحضان الملتقيات الفكرية والمهرجانات الخاصة بالثقافة المحيطة بدائرة الصوفية في صفاءها ونقاءها، كما حال النفس عند بن سينا في ملاذها ومعادها، أو كما هو شأن حضور معرفة الذات والنفس عند الظاهراتيين” مع “كارل روجرز”، و”هيدكر”، و”هورسل” حيث القول كن أنت كما أنت تماما كما حال اعرف نفسك بنفسك، ومنطق الكوجيطو الديكارتي أنا أفكر أنا موجود، مقابل أنا أعرف نفسي كما تعرفني هي، إذا أنا أفكر، إذا حتما أنا موجود في مقام الفعل الموسيقى حيث فعل النغم والشجن، حيث فعل الوجود لا يستقيم إلى بالفعل والقيم حيث تجلي السلوك الإنساني بالمعنى والفهم
رسالات ملكية لإرساء الهوية الثقافية في تعايشها مع الحضارات وحوارات الثقافات
المقام في التصوف علو وسمو للذات يقتضي الأمر فيها أن تكون عارفا لذاتك واعيا بماهيتك التي لا تعرفها إلا من خلال الآخر، وليس منطق الرابح لوحده “أنا ومن بعدي الطوفان” الذي قد يجرفك أيضا بلا رأفة ولا هوادة ولا استئذان، أو كما هو شأن التربية الجمالية عند الإنسان مع “فريدريك شيللر” في الحديث عن اللعب أي مفهوم الذات المؤتلفة الناطقة بالحق والمطلق والجمال، حيث انتصار منطق الطير أو كما حال النفس عند شيوخ وكبار الصوفيين الذين كانوا دوما ضيوفا على طاولة نقاش كبريات المهرجانات واللقاءات المفضية إلى عالم الروح والتصوف بتيمة الإدراك والوعي بالذات.
هذه الذاكرة الجمعية حيث القول بالحق والجمال المتناهي في الرسالة التي وجهها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أيده الله بالنصر إلى عوالم التصوف وتمظهراته وتجلياته ومراميه النبيلة ،حيث ألقيت هذه الرسالة الملكية يوم الجمعة 10 شتنبر 2004، كرسالة سامية موجهة الى كافة المهتمين بالتصوف المشاركين في اللقاء الاول من “لقاءات سيدي شيكر العالمية للمنتسبين إلى التصوف، والذي نظم بمراكش الحمراء التي تحمل اكثر من دلالة حيث قال جلالته” لقد أبينا إلا أن نضفي على ملتقاكم هذا وهو الأول من لقاءات سيدي شيكر العالمية سابغ رعايتنا السامية، من منطلق الأمانة التي نتقلدها كأمير للمؤمنين والتي تلقي على عاتقنا مسؤولية رعاية الشؤون الدينية في مملكتنا بجميع مظاهرها وأبعادها، لذا يطيب لنا أن نوجه إليكم هذه الكلمة مرحبين بكم متمنين للمشاركين في هذا الملتقى من خارج المغرب مقاما هنيئا ومفيدا، يتعرفون خلاله على بلد يقترن في ذاكرتهم برصيد من التراث الصوفي والتربوي الروحي (…) إن الصوفية كطقس من طقوس الاحتفال بدخول المريد في الطريقة اجتياز المريد مرحلة شاقة من الخلوة والصلاة والصيام الإكثار من الذكر والحركات البدنية المختلفة الاعتقاد في القوى السرية والأمور الخوارق “ وهو الأمر الذي يطرح مسألة ترسيخ الهوية الثقافية المتشبعة بقيم التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية ، وإشاعة قيم السلم والسلام، ولا جرم أن فاس العالمة كانت محتضنة سنة 2022 للملتقى العالمي لتحالف الحضارات والتي أيضا حظيت برسالة ملكية سامية دالة على الثوابت الأساسية أكد فيها جلالته بالقول “لقد انخرطت المملكة المغربية، باعتبارها من الأعضاء المؤسسين لتحالف الحضارات، في جميع المعارك التي خاضتها المنظمة : – أولا، لأسباب جوهرية نابعة من صميم هوية المغرب القائمة على الانفتاح والانسجام والتلاحم، والموحدة بانصهار مكوناتها العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.
– ثم لأسباب ترتبط أساسا بالتزامات المغرب، بالنظر إلى أن قيم التحالف والمثل العليا التي يدافع عنها والنموذج الذي يدعو إليه، هي نفسها منظومة القيم والمثل العليا التي يتبناها المغرب والنموذج نفسه الذي يعتمده” .
وأيضا في نص الرسالة الملكية السامية الموجهة للمشاركين في الندوة الدولية المنظمة بفاس بتاريخ 13/09/30والمتعلقة بتعزيز الحوار بين الحضارات واحترام التنوع الثقافي بقول جلالته
” إننا مقتنعون كل الاقتناع بأن تعزيز الحوار بين الحضارات، واحترام التنوع الثقافي، لا يمكن أن يصبحا واقعا ملموسا على المستوى العالمي، إلا إذا تم ترسيخهما وطنيا، وفسح المجال لتبني أهدافهما النبيلة من طرف كل مواطن.
وانطلاقا من الرصيد التاريخي العريق للمملكة، وهويتها الأصيلة، القائمة على التفاعل الإيجابي بين مقومات الوحدة والتنوع، فإن الدستور المغربي الجديد قد كرس المزج المتناغم بين روافد الهوية الوطنية، والتشبث بالقيم الكونية” إنها رسالة دالة مفعمة بقيم الهوية الدينية في انفتاحها على حوار الثقافات وتعايش الحضارات، وفي القيم الوطنية المتفاعلة مع قيم حقوق الإنسان في بعدها الكوني..
مهرجان الثقافة الصوفية يعود بعد زوال سطوة الفيروس التاجي
من المعلوم أن هذه المرامي التي تسعى إلى تحقيقها المهرجانات والملتقيات الصوفية عامة والملتقى العالمي بفاس التي احتضنت بعد موسمين من هول زمن الجائحة الدورة السادسة عشرة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية وروحانيات العالم خلال الفترة ما بين 20 و 27 أبريل 2024، تحت شعار” اعرف نفسك بنفسك” والمنظم من طرف جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية وكأنها تعيدنا إلى طرح أسئلة فلسفية وفكرية أنطولوجية عن الذات الإنسانية والنفس وسؤال الروح الخارج فهمها عن مدارك العباد والعباد بضم العين في بصرها وبصيرتها واستبصارها بما يتماهى والاستبصار الجشطالتي في وجهته إلى الفؤاد في ملتقى صوفي “أذابته الصبابة و الجوى” إنها صبابة وهوى عشاق موسيقى مشبعة بالتصوف أتوا من كل بقاع العالم كسفراء للسلم وتعايش الثقافات في هذا المستطيل الساحر” فضاء باب المكينة” بفاس العالمة المدينة الروحية لامتياز..
إن كتابتي اليوم من زاوية المتلقي المتتبع للمهرجان مند دورته الأولى كمشاركا في نقاشات وحوارات الملتقيات الفكرية في ورشة ثنائية الخط العربي والقصائد الشعرية، وأيضا مشاهدا للعروض الفنية الملهمة والمتنوعة المشارب والمذاهب والتي تأخذنا إلى أجواء المتعة والاستمتاع والسفر الروحي إلى معارج الإبداع، وإذا كانت النسخة الخامسة عشر أخذتنا إلى حوار ثقافي بين حضارات الهند وحضارات إفريقيا أغنتها التجربة الفنية المغربية المفعمة بطقوس الزوايا بتقديم عروض بفضاء جنان السبيل في عروض فنية مميزة لتحبس الأنفاس كورنا مع زمن الفيروس التاجي الذي أوقف كبريات المهرجانات والملتقيات الفنية والثقافية والرياضية الدولية، ليعود إلينا المهرجان في لحظة وصال مع النفس ومعرفة الذات محسنا الاختيار لشعار” اعرف نفسك بنفسك”.
الموسيقى الصوفية تحلق في سماء باب المكينة بحثا عن الروح
إن لحظة الافتتاح بعد طول الانتظار وضعتنا أما م فرحة العودة لتنسينا للتو حكاية مسرحية في “انتظار غودو” للكاتب الإيرلندي “صموئيل بيكيت”، والتي نُشرت عام 1952م باللّغة الفرنسية، حيث عرف كل من “فلاديمير” و” إستراجون” كأحد أبرز شخصيات المسرحية أنّ غودو لن يعود، لكنهما رغم ذلك يظلان في حالة انتظار شخصية غودو المجهولةً حتى آخر المسرحية، أو إلى الأمل الذي يسعى إليه الإنسان طوال حياته ولعل هذا الأمل لا يتحقق إلا بمعرفة ذواتنا التي تتوق دوما إلى انتظار الأفضل والأجود ومادام سحر النغم وشجى الألحان في المهرجانات الموسيقية الصوفية والروحية ومهرجان الثقافة الصوفية الذي ألغى حكاية عدم العودة.
إنها العودة إلى أسوار باب المكينة ليستضيف ويضيف مهرجان الثقافة الصوفية المعنى لكل فعل موسيقي، ويعلي من الطقوس الصوفية المغربية بما يثبت أنها قادرة على مجاراة مختلف الطقوس الصوفية حيث انتصار لغة الكوني.
إن الكتابة تبنى يوما بعد يوم، وسنة بعد سنة في فهم المعنى والمغزى وما يتوارى خلف الخطاب، إن الكتابة بعد انتهاء المهرجان تخص من كانوا خارج دائرة أسوار المهرجان من لم تتح لهم فرصة المشاهدة والتتبع، وهي لحظة دالة على تقاسم الارتسامات والانطباعات مع من كانوا في أحضان باب المكينة، هذه العمارة ” التي أسسها المرينيون عام 1276. والمميزة بهندستها كما هو التميز في العمارة الدينية والمدنية والعسكرية بفاس والتي كانت تشدني ضخامتها بعلو أسوارها كلما رافقت أبي الجندي رحمة الله عليه بمعية إخوتي ونحن عابرين لجنان السبيل ومقهى الناعورة، تماما كدهشتنا من آلة الفوتوغرافي، وأبواب المشور العامر، ومدارس أبي بكر العربي، وساحة بوجلود بفرجاتها وعروضها وحكايات ألف ليلة وليلة وحلقاتها الفرجوية مع الأسطورة “حربة” وشخصياته الهلامية المنفلتة من كل بقع الجامعة لكل حشد، والتفاف الأطفال والشباب على مدار حلبة الملاكم “القرع” عمي ادريس يتيم بطعم الفرجة والاستعراض الفني والفكاهة المصاحبة للعرض الرياضي، كلها أفعال ثقافية كانت تحيط بباب المكينة وتتنفس جنباتها بكل ذرة ترى وحجر في أسوارها التي تحمل الذكرى والذاكرة لتشكل التاريخ والمستقبل، أن تكون “باب المكينة” محطة للمسافرين إلى عالم الموسيقى والشجن والكلام الموزون في سفر إلى الروح ، فضاء تميزه البوابة بطبيعة شكلها الهندسي الإيطالي بنتوءاته وبروز أشكاله كمنحوتات تتسم بقيم تشكيلية وجمالية بعناصره التركيبية، كتركيب هندسي مختلف تمام الاختلاف عن البوابة اليمنى واليسرى عن باب المكينة وترسمان حدوج الشكل المستطيل برهبته وجماليته التي يستمد منها العرض الفني بباب المكينة قوته وصلابته وأثره وتأثيره،. لقد كانت هذه البوابة ، المدخل الرئيسي لمصنع الأسلحة وللمدرسة الحربية، اللذين أمر بإنشائهما السلطان الحسن الأول سنة 1886. وانطلاقا من هذه المؤسسة العسكرية التي حملت ولكنه الفعل الذي يحيلنا إلى انفتاح المملكة المغربية على مختلف الثقافات الإنسانية.“.Macchina”إيطاليا اسما
من المؤكد أن فعل الكتابة بعيد عن رؤية عين الناقد قريبا من المتلهف لتلقي العمل الفني كمن يخرج للمشي بعد لحظة معافاة من المرض، ولحظة انتصار للمنظمين على سطوة هدا الفيروس المتخفي بدون طاقية إخفاء، ليجد المنظمون عقار معافاة المهرجان من هذا الانتظار لنحضر الحفل الافتتاحي المعنون “دين محبة. التصوف والشعر”، الذي كان من توقيع الفنانين القادمين من وجدة جوهرة الشرق فاطمة الزهراء القرطبي وعبد القادر غيث الذي كان ضيفا على النسخة السابقة للمهرجان في عرض مميز مع الفرق الهندية المشاركة أنذاك في موسيقى توليفية شعارها التعايش وحوار الثقافات.
وكما هو معلوم وكما سطر في البرنامج وقع فقط تغيير في عرض الفرقة الباكستانية واستبدالها بالفرقة الصوفية الوزانية، حين دخولي مع عدم معرفتي بالتعديل اللاحق كان السفر الموسيقي الأصيل مع هذه الفرقة التي تعالت فيها أصوات المنشدين، لتعقبها ليلات سمرية صوفية حيث تضمن برنامج هذه الدورة أيضا موائد مستديرة تناولت مواضيع متنوعة بنقاشات متعددة المداخل المعرفية التي ينتمي إليها المتدخلون والباحثون بمختلف مرجعياتهم الفكرية، وعليه اختصت اللقاءات بطرح مواضيع “على خطى إبراهيم”، وأيضا مسألة “العناية بالروح: الروحانية والعلاج النفسي”، و”ابن عربي وجلال الدين الرومي: حوار دائم”، و”ما بعد الأنسنة: ما هو الدور الذي تلعبه الروحانية؟ ، وفي سياق معرفة النفس وسبر أغوارها كانت جلسات التداول والنقاش بأصوات العالم في فضاءات فاس العالمة..
لقد اشتملت فقرات المهرجان حفلات موسيقية لمجموعة من الأسماء اللامعة في سماء الغناء الصوفي كالمغنية الموريتانية “فاتو منت إنكذي”، والفنان الفرنسي” أوريليان باسكال”، والفنان المغربي مروان حاجي والمغني يحيى حسين عبد الله من تنزانيا اللذين سافرا بالحاضرين إلى لحظة صفاء روحي، مروان حجي ابن المدينة وأحد أصواتها الساطعة على أسوار باب المكينة بتجربة غنائية متأصلة وفريدة منفتحة على أنماط موسيقية عالمية، والجميل في عرضه استضافته لرفيق دربه في بدايات تجارب الشارقة الفنان الأردني إبراهيم السردابي في لمسات غنائية حيث سمو الإنشاد والغناء الطربي وشدى عذب الألحان بمنطق تغريد الطير، إضافة إلى الفرقة السورية الخاصة بأسلوب الدراويش التي أحيت الحفل الختامي في تناغم بين الذات والروح في سفر موسيقي مشرقي عربي منفتح على الحضارات الغربية ،حيث الراقصين الدراويش الثلاثة ملؤا الفضاء بدورانهم وبياض ثوبهم وقبعاتهم بلون الأرض وحص الترى يراقصون السماء، ويقبلون نسمات هواء فاس دونما شعور بثقل الذات متيمين في العشق المتسامي لصفاء الروح والبدن وكأنهم يحوبون أسوار المسجد الأموي الدمشقي، إنه دوران مثلما دوران الأرض، إنه دوران بتيمة وكل في فلك يسبحون في اتساق وانسجام ، إن الطقس الصوفي هنا والآن لا يتحقق في إطباق الجفون وغلق العيون، وهو ليس لحظة عابرة في فترة الحفل بل إنه فعل إنساني يعشق التسامح يومن بالتقبل وسمته التواضع الذي قد يغيب أحيا نا ومرات
إذا كانت الثقافة الصوفية في القرى المغربية تداولت مفهوم “الفقير” و”الفقراء” كإشارة إلى أهل الذكر والورع والسخاء والإيثار، فمفهوم الدراويش فى الصوفية تعتبر أول درجات الترقي والسمو فى التطور الروحي. ولا شك أن الدراويش الصوفيون هم زهاد جعلوا من باب التسول مدخلا للبساطة والتواضع والابتعاد عن التملك المادي. وكان تسولهم لأجل الآخرين وخدمة من هم في حاجة ماسة إلى الدعم والمساعدة-
أن يكون رقص الدراويش بفاس المحاطة بجبل زلاغ وتغات تماما كدمشق حيث جبل قسيون واستهلال الفرقة بآذان المسجد الأموي، الذي يحاور مسجد القرويين ، أو كتشابه سوق الحامدية بسوق العطارين بفاس حيث روائح التوابل والأعشاب الطبية والعطرية، إن الطقس الصوفي في لحظة التجلي والتزكي والتحلي هو ارتقاء بالنفس حيث الفعل الاجتماعي هو المعنى والفعل في لحظة الفرجة تنتفي الكراسي والتهافت على المقاعد الأمامية التي هي من أدبيات التنظيم للمنظمين الذي ينخرطون في فعل التنظيم وما يقتضيه بروتوكول استقبال الضيوف كسفراء ينقلون عراقة البلد وثقافته وقيمه، إن الفرجة من أي موضع كنت تأخذك برحاب باب المكينة حيث تنظيم الدورة بعد محطات جنان السبيل وغيرها من الفضاءات بهذا الفضاء التاريخي المميز الذي يحمل الذكرى والذاكرة المغربية حيث سمو حوار الحضارات وتعايش الثقافات عبر تاريخ الدولة المغربية الضاربة حضارتها في جذور التاريخ.
من المعلوم أن التاريخ الإسلامي زاخر بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل: الجنيد البغدادي، وأحمد الرفاعي، وعبد القادر الجيلاني، أحمد البدوي، إبراهيم الدسوقي وأبو الحسن الشاذلي، وأبو مدين الغوث، ومحي الدين بن عربي، وشمس التبريزي، وجلال الدين الرومي، والنووي، والغزالي، والعز بن عبد السلام . إن مهرجان الثقافة الصوفية يحلق في سماء المكينة معلنا عن مهرجان سفر الروح ليدحض عدم العودة، فمهرجان الموسيقى الروحية يعود بعد انتظار وانتصار على الفيروس التاجي الذي لم يستطع أن يوقف لحظة عزف على كمان من الشرفات ولا شجى ناي ولا شدى منشد، ولاألوان نابعة من ريشة فنان، ولا أن يوقف مهرجان.