مسار الكاتبة زكية داود يناقش في المعرض الدولي للنشر والكتاب
جرى، اليوم الأربعاء بالرباط، تسليط الضوء على أبرز محطات المسار الأدبي والمهني للكاتبة والإعلامية زكية داود، وذلك في ندوة نظمت في إطار فعاليات الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
وكانت الندوة، التي أطرتها الكاتبة أمينة عاشور، وأغنت نقاشها، بالإضافة إلى المحتفى بها، كل من الكاتبتين المغربيتين كارين جوزيف وكنزة الصفريوي، مناسبة للاحتفاء بالتجربة الصحافية والمسار الفكري والأدبي والنضالي لزكية داود، لا سيما خلال فترة إدارتها لمجلة (لام ألف) الناطقة بالفرنسية من 1966 إلى 1988.
وذكرت زكية داود، في كلمة بالمناسبة، بمسارها الحافل في العمل الصحفي والنشر، لاسيما تجربة إدارة مجلة (لام ألف) التي أسستها واحتضنت مختلف التعبيرات الإبداعية والفكرية في مجالات الأدب والفن التشكيلي والكتابة السياسية.
كما تطرقت إلى شغفها بالأدب، إذ “هناك خيط رفيع يربط بين الأدب والصحافة”، وهو ما أطلقت عليه مصطلح “السرد الصحافي”، موضحة أن ذلك يظهر بشكل جلي، على الخصوص، في روايتها التاريخية “زينب النفزاوية، ملكة مراكش”.
من جهتها، قالت كارين جوزيف، وهي كاتبة وصحفية ومؤسسة دار النشر “Sirocco”، إن “زكية داود تألقت في فترة موسومة بتقلبات سياسية واجتماعية كبيرة، حيث استطاعت مواكبة هذه التغيرات بقلم مرموق، سواء كصحفية أو روائية”.
وأبرزت المتحدثة أن المحتفى بها جعلت من مجلة (لام ألف) “مختبرا حقيقيا للتفكير ومواكبة الأحداث بمحاورة شخصيات محورية في تاريخ المغرب وصياغة تحليلات صحفية غاية في الدقة”.
من جانبها، قالت مؤسسة دار النشر “En toutes lettres”، الكاتبة والصحفية كنزة الصفريوي، إنها “اكتشفت مدى الأهمية الأدبية والتاريخية لمسار زكية داود أثناء إعدادها لرسالة الدكتوراه تحت عنوان “مجلة أنفاس، 1966-1973.. آمال ثورة ثقافية في المغرب”، مشيرة إلى أن أعمال الكاتبة كانت من أهم مراجعها.
وأضافت أنها لمست في أعمال الكاتبة “نوعا من البساطة عز نظيره”، مبرزة أنها طالما انبهرت بأسلوب زكية داود الذي ينأى بنفسه عن “المغالاة الأدبية” ويتناول المواضيع بشكل مباشر دون إغفال الأساليب البلاغية “التي تخدم النص كفكرة”.
وألفت زكية داود، وهي صحفية في “جون أفريك” و”لوموند ديبلوماتيك” وكاتبة، العديد من الكتب والأعمال المشتركة حول المغرب العربي والهجرة والمرأة، منها “التأنيث والسياسة بالمغرب العربي” (1993)، و”مغاربة الضفتين” (1997) و “مغاربة الضفة الأخرى” (2004)، علاوة على مجموعة من السير الذاتية لعبد الكريم الخطابي، وحنبعل، وجوبا الثاني.
وتتواصل فعاليات الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى غاية 19 ماي الجاري، إذ يعرف هذا الموعد الثقافي مشاركة 743 عارضا من 48 دولة، ويقدم للقراء 100 ألف عنوان، في ثلاثة ملايين نسخة، مع نقاشات تتخلل 241 فقرة ثقافية.