صحافيات يشددن على تعزيز حضور المرأة في مواقع صنع القرار الإعلامي
دعت المشاركات في مائدة مستديرة نظمت اليوم الخميس بالرباط في إطار فعاليات الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، إلى تعزيز حضور الصحافيات في مواقع صناعة القرار الإعلامي بالمؤسسات الإعلامية والصحافية الوطنية.
وأبرزت المتدخلات في هذا اللقاء الذي احتضنه رواق وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمعرض، وناقش موضوع “مقاربة النوع في الحقل الإعلامي الوطني”، أن حضور العنصر النسوي في العمل الصحفي بالممكلة شهد تطورا لافتا خلال السنوات الأخيرة، غير أن الحاجة تظل قائمة لتعزيز حضور النساء في مواقع صناعة القرار الإعلامي، ورسم السياسات التحريرية للمنابر التي يشتغلن بها.
وقالت الصحافية حسناء العقاني، رئيسة التحرير الجهوي بالنيابة بوكالة المغرب العربي للأنباء، في كلمة بالمناسبة، إن وضعية المرأة الصحافية على مستوى الوكالة شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث اتخذت الوكالة عدة تدابير للنهوض بموقع صحافياتها، وذلك تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى النهوض بوضعية المرأة في جميع المجالات.
وأوضحت العقاني في هذا الصدد أن وكالة المغرب العربي للأنباء تحرص بشكل فعلي على مراعاة مبدأ المناصفة في التوظيف، وفي الولوج إلى مناصب المسؤولية، وهو ما يبرز أساسا من خلال ترؤس صحافياتها للعديد من أقسام ومصالح التحرير داخلها.
وبعدما أشارت إلى إنشاء لجنة للمناصفة على مستوى وكالة المغرب العربي للأنباء سنة 2019 باعتبارها آلية تسهر على إرساء المناصفة وتعترف بمكانة المرأة داخل الوكالة وبكفاءاتها، أكدت العقاني الإرادة القوية للإدارة العامة للوكالة لتشجيع القيادة النسائية، وتوفير الظروف الكفيلة بتمكين الصحافيات من الاضطلاع بمهامهن في أفضل الظروف.
من جهة أخرى، أبرزت العقاني ضرورة تعزيز انخراط الإعلاميات في الترافع لفائدة النساء وقضاياهن، على اعتبار أن أفضل أن “المرأة هي أحسن مدافع عن المرأة”.
بدورها، أبرزت الإعلامية أمينة غريب، أنه تم إحراز تقدم مهم خلال السنوات الأخيرة في ما يتعلق بحضور المرأة الصحافية في المؤسسات الإعلامية على مستوى الكم، سيما في المؤسسات الإعلامية العمومية، وهو ما ساهم في تحسين صورة المرأة الإعلامية في المجتمع.
وأشارت إلى أن النساء أصبحن يقبلن على مهنة الصحافة عن قناعة تامة وباختيار واع، وهو ما يشهد عليه الحضور القوي للعنصر النسوي بمعاهد التكوين الصحفي، مضيفة أن المرأة الصحافية أبانت عن قدرة في التوفيق بين الالتزام المهني والأسري.
واعتبرت غريب أن المطلوب اليوم هو تعزيز إشراك المرأة في صناعة القرار الإعلامي، وذلك تفعيلا للمقتضيات التي ينص عليها دستور المملكة وباقي النصوص القانونية ذات الصلة بالمرأة والنوع الاجتماعي.
بدورها، أكدت الصحافية مريم بوتوراوت، وهي نائبة رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، أن حضور المرأة الإعلامية قوي اليوم في جميع مراحل الإنتاج الإعلامي، معتبرة في المقابل أن تعزيز حضورها في محطة صناعة القرار التحريري هو الذي يمكن أن يعطي دفعة قوية لمساهمتها في القطاع.
وأشارت بوتوراوت إلى ما وصفته ب”نوع من التنميط” لأدوار المرأة الصحافية على مستوى المؤسسات الإعلامية الخاصة، حيث غالبا ما تحصر مهامها في تغطية القضايا ذات الصلة بالمرأة والمجتمع.
واعتبرت نائبة رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب أن التكوين والتكوين المستمر للصحافيين والصحافيات، ولاسيما في المجال الحقوقي، هو “حجر الزاوية” لتملك قضايا المرأة، والنهوض بأدوارها في موقع التحرير، وكذا تحسين صورتها في المضامين الإعلامية.
من جهتها، قالت نزهة الحضرمي، رئيسة قسم الدراسات والشؤون القانونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع التواصل، إن هناك مجهودات كبيرة بذلت على مستوى التشريع والتحسيس المتعلق بموقع العنصر النسوي في المؤسسات الإعلامية، وبصورة المرأة في الإعلام عموما.
وأبرزت الحضرمي أن الواقع يتحدث اليوم عن 29 صحفية فقط رئيسات لمقاولات صحفية، “وهو رقم هزيل مقارنة بالمجهودات المبذولة”، ولا يعكس الصورة الحقيقية لهذه المجهودات المواكبة للمكتسبات التي تحققت لفائدة المرأة، والتي تندرج في إطار وفاء المملكة بالتزاماتها على الصعيد الدولي في هذا المجال.
وبخصوص صورة المرأة في الإعلام، قالت الحضرمي إن الإشكالات المطروحة اليوم على هذا المستوى تهم بشكل أكبر محتويات شبكات التواصل الاجتماعي التي لا تؤطرها قوانين الإعلام والاتصال حاليا، وهو ما يتعين الاشتغال عليه.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على قضايا وتحديات المرأة الصحافية بالمملكة، والصعوبات التي تواجهها في ممارسة مهنتها، وتعزيز التوعية والتثقيف حول قضايا المرأة الصحافية وحقوقها.
وتتواصل فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى غاية 19 ماي الجاري. ويعرف هذا الموعد الثقافي مشاركة 743 عارضا من 48 دولة، ويقدم للقراء 100 ألف عنوان، في ثلاثة ملايين نسخة، مع نقاشات تتخلل 241 فقرة ثقافية.