حين تنتعل الثقافةُ التفاهةَ
حين تنتعل الثقافةُ التفاهةَ
وترتدي التفاهةٌ لون الخساسةِ
وتستبيح الخساسةُ حرمةَ الكرامةِ
وتنزلق الكرامةُ نحو السفاهةِ
وترقص السفاهةُ على خصر النذالةِ
***
حين تنتعل الثقافةُ التفاهة
توغل النذالةُ سُمَّها في عَقلِ المدينةِ،كما في القريةِ
تنهار قيمُ الكونِ أمام شيطنة الإنسانِ لنُبل الحضارةِ
وتَخر الإنسانيةُ في انزلاقِ نحو الهاوية
نحو حرْب حاميةِ الوطيِس، فيها دمار البشرية
***
حين تَنْتعل الثقافةُ التفاهةَ
تسمو قيم اللغْط والبربريةِ..
تهتف بالقبْح، وتغني سمفونية الهمجيةِ
ترْقُصُ على جبينِ الموت وتنحني للوثنيةِ
لكل من جُنَّ بِعشق التفاهةِ والحقارةِ
وانْدسَّ في قبْو العَهْر الفِكري والقذارةِ
واعتلى يَخْطبُ وُدَّ الوضَّاعين بمَهْر الدعارة
***
يا لهُ من زمن خَسَّ فيه الناس، وسما فكر النجاسةِ
حتى بيعوا في سوق النخاسة..
بثمن التعاسة وعُقد النَّفَّاثات..
في العنكبوت الأزرق،كما في الملتقيات
يبيعون الوهم وبقايا الخراب في المؤتمرات،
و على مِنصَّات الرقْمَنة وفي الحانات…
***
في الليل يمارسون على بطونهم البطولات
ويؤثثون الانتصارات تلو الانتصارات..
وفي النهار لا حديث إلا على سعر البزارات
كأننا سُقْنا كُلُّنا قطيعا، سقوه النَّفَّاثَاتُ بَهاراتِ
مِسْكُها يَرفَعُك إلى أعالي السماوات
ويطوف مهللا بك في برزخ تفاهةِ الثقافةِ