الإيسيسكو تحتفي برواية “طيف سبيبة” للأديبة المغربية لطيفة لبصير
احتفت منظمة الإيسيسكو بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط، برواية “طيف سبيبة” آخر إصدارات الكاتبة والأديبة المغربية لطيفة لبصير التي تطرقت لموضوع طيف التوحد ووجهتها لليافعين، والكبار لأنها تخص العائلة بأكملها .
وأجمعت كل المداخلات أن رواية “طيف سبيبة” هي رواية ذات “رسائل إلى كل العالم للانتباه لهذا الاضطراب التوحدي الذي يربك الكثير من الأسر، ويجعلهم ينحون نحو العزلة.”
وتميزت هذه الاحتفالية الخاصة التي انعقدت الخميس الماضي بجناح منظمة الإيسيسكو، وحضرها مثقفون ونقاد وإعلاميون وباحثون وهيئات المجتمع المدني المختصة في الإعاقة، وأدارتها الدكتورة رشيدة رقي، رئيسة شبكة تنمية القراءة بالمغرب، حاورت فيها الأديبة لطيفة لبصير عن دوافع الكتابة وعن أهمية الموضوع بالنسبة للأطفال واليافعين، وأسلوب المعالجة الاجتماعية والنّفسية، واختيار شخصيات الرواية الذي تتكون من 21 فصلا.
وفي هذا الإطار، تطرق عدد من القراء الشباب والأدباء والنقاد والأساتذة والمتخصصين في مجال اضطراب طيف التوحد ، قراءات في الرواية، وتحليلات تقارب التيمة الروائية من زاوية الخيال الأدبي والإنساني، وكذا العلمي الذي يرتبط بالممارسة الواقعية.
وتفاعلت لطيفة لبصير، مع هذا اللقاء المنظم من طرف الإيسيسكو، الذي قرب القراء وزوار المعرض الدولي للكتاب بالرباط من عوالم طيف التوحد، مع أسئلة وقراءات المتدخلين، متحدثة عن الصعوبات التي واجهتها أثناء كتابة هذا العمل، الذي صدر عن المركز الثقافي للكتاب- بيروت – الدار البيضاء، سنة 2024.
وفي هذا الصدد، كشفت لطيفة لبصير في ردها على أسئلة الحاضرين، أن كتابة رواية “طيف سبيبة” قد دفعتها بداية، إلى العودة لكل النصوص الأدبية السابقة على قلتها، لا سيما في اللغة العربية، إلى جانب الاطلاع على السير الذاتية لأشخاص كتبوا عن تجربتهم، ناهيك عن العودة إلى الدراسات العلمية لضبط المفاهيم الخاصة باضطراب التوحد.
وتابعت لبصير أنه لم يكن سهلا التطرق إلى هذا الموضوع، لأنها كانت ملزمة بتكوين فكرة مفصلة عن حالة المصابين أوّلا، “فيما يتعلق بطريقة اختياراتهم للألوان ونطق الكلمات، ثم ثانيا، الاقتراب من الصعوبات التي تواجهها الأسر والعائلات في التأقلم مع إشكالية من “المختلف فينا”؟ “
وأشارت لطيفة لبصير إلى أن الطفلة “هبة ” كساردة لرواية “طيف سبيبة” كانت هي الساردة الأنسب لسرد الرواية ، بحيث نقلت لنا بدهشة الأطفال وبراءتهم، عوالم راجي الذي يعاني من اضطراب طيف التوحد، برؤية تمزج بين ما هو درامي وكوميدي وخلقت ذلك التنويع في الرواية حتى تتأقلم مع حيوات الشباب.
وترى لطيفة لبصير أن الأطفال واليافعين من جيل اليوم أكثر فئة يجب أن تؤمن بقيمة الاختلاف، بدل اللجوء إلى التنمر، ودفع الآخرين المختلفين عنهم إلى اختيار العزلة هروبا من نظرة الآخرين.
وأبرزت لطيفة لبصير، أنها استحضرت وهي تكتب “طيف سبيبة” خصوصية الجيل الحالي المنفتح على وسائط التواصل الاجتماعي، الذي له أسلوبه الخاص في تمثل وتخيل العالم، مشددة على أن أي نص أدبي موجه لهم لا يعكس واقعهم ولا يخاطبهم بأسلوبهم وطريقتهم سيكون مصيره الفشل.
وبشأن اختيار الطفلة هبة لتروي حكاية راجي، أبرزت لطيفة لبصير التي قرأت أمام الجمهور مقطعا من الرواية، أنها كانت تبحث عن جلد لتتنفس من خلاله، وهو ما منحها فضاء واسعا وشاسعا للتخيل، نتج عنه في الأخير نص “طيف سبيبة”، وذلك بعد حذف الكثير من الفصول حفاظا على جوهر المضمون ومتانته.
وتجدر الإشارة أن هذه الرواية الموجهة للقراء اليافعين، والكبار والعائلة، تمثل عالما غريبا، وكأن الأحداث كلها مستقاة من عالم غير حقيقي، لكنّ الكثير من الوقائع هي خاصة بالطفل راجي، فهو يمكن أن يحذف رقم 10 ويتذكر باقي الأرقام، وهو يمكن أن ينسج دمى كثيرة على غرار الدمية سبيبة التي انتزعها من أخته سبيبة، بحيث أن هذه الأخيرة تتحول إلى طيف يحرسه كي ينام، أو أنها الطيف الذي تمر منه الكثير من التوجيهات عبر الأسرة ، وهي أيضا الطيف المتكرر تكرار كلماته التي يستعيدها، والدمية أيضا قد دفعت بأخته هبة إلى أن تجنح إلى الخيال وترى بأن سبيبة بدأت تأخذ مقعدها مع الأسرة وكأنها ستشارك في النقاش.