نغمات الناي الساحرة لمجموعة “ثلاثي الخطوط الثلاثة” تصدح بحديقة جنان السبيل بفاس
عاش جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، أمس الثلاثاء، على إيقاع نغمات الناي الساحرة والربانية للمجموعة الفرنسية “ثلاثي الخطوط الثلاثة”، ذات الريبيرتوار الغني والغير مسبوق الذي يتقاطع مع الموسيقى العريقة والشعبية.
لقد تمكن الثلاثي إيزابيل كوروي، ومارين سابلونيير، وهنري تورنييه، الذين عزف كل مواحد نهم على نوع معين من الناي، أن يسافروا عبر نغمات هذه الآلة التي صنعت منذ عقود من الزمن، بالجمهور في رحلة فريدة واستثنائية حيث يمتزج جمال حديقة جنان سبيل العريقة بسحر نغمة الناي.
وعبرت إيزابيل كوروي، عضو مجموعة “ثلاثي الخطوط الثلاثة”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتها بالمشاركة إلى جانب زميليها بالمجموعة، في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. وقالت “لقد أتيحت لي الفرصة للعزف، وأنا سعيدة بالعودة إلى المهرجان، وأساسا من أجل إسماع نغمات الناي في هذه الحديقة التي هي الفضاء الملائم للناي”.
وبخصوص اختيار الناي كآلات أساسية للمجموعة، أوضحت كوروي “نحن ثلاثة عازفين بثلاثة خطوط. والهدف هو تقاطع هذه الخطوط والأساليب والربيرتوارات من خلال تقديم ربيرتوار في حلة حديثة للغاية لأنه جديد وتم تصميمه انطلاقا من موسيقى عريقة جدا. وارتباط ابالمثل الذي يقول إن الناي يصنع لكي يسحر العالم، وأنه مستلهم من ثراء توليفات الألوان التي يقدمها التقاء ثلاث عائلات من الناي، فإن مجموعة ثلاثي الخطوط الثلاثة قد نهلوا في حفل فني بفاس، من ربيرتوار “غني وغير مسبوق يتقاطع من الموسيقى العلمية والشعبية”.
إن ثلاثي الخطوط الثلاثة: إيزابيل كوروي – ناي كافال المائل، ومارين سابلونيير – ناي بمنقار، وهنري تورنييه – ناي octobasse و bansuri ، يستكشفون ويبتكرون مجالات عزف جديدة انطلاقا من توليفات أصلية وترتيبات شخصية. وأبرزت أنه من خلال خلق هذا الجسر بين الموسيقى العريقة والشعبية، فإننا نخلق خطا ثالثا لا نحتاج فيه إلى التمييز بين ما تم تعلمه وما هو شائع. ينصهر الموسيقيون الثلاثة الذين يستمدون قوتهم من ربيرتوارهم الموسيقي وقوة تفرد مسارهم، في حوار تعددي وسلس يجمع بين الفضاءات والجماليات والأزمنة البعيدة.
ويهدف مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادسن تحت شعار: “شوقا لروح الأندلس” في الفترة ما بين 24 ماي وفاتح يونيو، إلى إبراز فترة التعايش السلمي ما بين الديانات في تاريخ الأندلس من القرن 8 إلى غاية القرن 15، تلك الحقبة التي اعتبرت “زمنا ذهبيا” لازالت روحه حاضرة بالمغرب.
وتحل إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة من خلال برمجة تتضمن عروضا فنية تمتزج فيها الألوان الموسيقية لكلا البلدين، شاهدة بذلك على عمق وتجذر الروابط التاريخية والأخوية التي تربط شبه الجزيرة الإيبرية بالمملكة المغربية، استشرافا لمستقبل مشرق وواعد للمملكتين.
ووفاء لروح فاس، تقترح هذه الدورة برمجة متنوعة ومنفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع، حيث تلتقي خلال هذه النسخة نخبة من الموسيقيين المشهورين يمثلون عدة بلدان، ويتعلق الأمر ، على الخصوص، بنيسم جلال من أصل سوري، ونيديالكو ونيديالكوف كارتيت (بلغاريا)، وخديجة العفريت (تونس)، ووليد بنسليم، ويونغ موسيكيان أوربين أركيسترا ، ومادالينا (جوق نسائي)، بالإضافة إلى أمسيات صوفية.