تم، مساء أمس السبت بنواكشوط، إبراز عمق العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين المغرب وموريتانيا، وذلك خلال حفل استقبال بمقر سفارة المملكة بمناسبة اختتام حملة طبية مغربية بأطار (شمال موريتانيا).
و قام فريق طبي مغربي على مدى أسبوع (1 _ 8 يونيو) بحملة طبية بمدينة أطار ( ولاية أدرار) شملت جميع التخصصات، في إطار علاقات التوأمة بين بلدية أطار وجماعة مراكش، وكذا في إطار شراكة بين جمعية (صفوف الشرف)، التي أشرفت على العملية ، ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا (مقرها بالرباط).
و تميز اللقاء الذي ترأسه سفير المملكة، حميد شبار، والذي حضره، بالخصوص، عمدة أطار، إبراهيم ولد أبديه، والأمين العام لرابطة العمد الموريتانيين، سيدي الخليفة، باستعراض حصيلة هذه القافلة الطبية ، التي نفذت ما يفوق 7000 تدخل منها، الجراحية، شملت عددا من التخصصات.
وفي هذا السياق أبرز عمدة أطار، أهمية مثل هذه المبادرات الطبية الإنسانية في تعزيز أواصر الأخوة والصداقة بين المغرب وموريتانيا، التي تجمع بينهما علاقات متميزة تحت الرعاية السامية لقائدي البلدين الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأكد، في كلمة بالمناسبة، أن مثل هذه المبادرات الاجتماعية والإنسانية تعزز العلاقات بين البلدين، معبرا عن أمله في أن تتطور أكثر وأكثر في مجالات تنموية أخرى.
أما الأمين العام لرابطة العمد الموريتانيين، فوصف المبادرة، ب”التجربة الغنية”، مبرزا، أنها دليل على تعاون وشراكة القرب بين المغرب وموريتانيا، لا سيما وأنها موجهة مباشرة للفئات المستهدفة.
من جهتها أكدت نائبة رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، عتيقة بوستة، أن هذه الحملة الطبية تأتي في إطار تعزيز التوأمة والتعاون بين جماعة مراكش وبلدية أطار منذ 35 سنة، وتعزيزا للعلاقات التاريخية والمتينة بين الشعبين المغربي والموريتاني، وللعلاقات جنوب – جنوب، وكذا في إطار توصيات الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي الدولي للجماعات الترابية بالمديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية المغربية.
وفي هذا السياق أكدت ممثلة الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي الدولي للجماعات الترابية بالمديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية المغربية، فاطمة الزهراء بوخاري، أن الصندوق ساهم في هذه المبادرة الإنسانية بنحو 60 في المائة.
وذكرت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن الصندوق أحدث في إطار مهام المواكبة والدعم والمقدم للجماعات الترابية المغربية ونظيراتها الأجنبية لتحقيق أهداف منها، بالخصوص، إدماج التعاون اللامركزي الدولي في دينامية اللامركزية والتنمية المحلية والحكامة الجيدة وتفعيل الديمقراطية المحلية وكذا تثمين التعاون الثلاثي الأطراف عبر التشاور مع الجماعات الترابية بدول الجنوب .
وفي ذات الإطار أبرز شبار سفير المغرب، أن العلاقات بين المغرب وموريتانيا ليست علاقات تقليدية، بل استثنائية مبنية على الرصيد الاجتماعي والحضاري والثقافي والروحي ، حيث تمثل موريتانيا عمقا للمملكة والمملكة عمقا لموريتانيا.
وقال إن المغرب وموريتانيا يتقاسمان الكثير من الروابط الإنسانية والاجتماعية والتاريخية والدينية والحضارية العميقة ، وهذا ما يفرض بناء علاقة استراتيجية، تشاركية تضامنية، تماشيا مع طموحات قائدي البلدين الملك محمد السادس والرئيس محمد الشيخ ولد الغزواني.
وعبر عن أمله أن تعم تجربة هذا التعاون بلديات وجهات أخرى بالبلدين لتقوية صرح التواصل الاجتماعي بين البلدين.
وقدم الرئيس المؤسس لجمعية (صفوف الشرف)، نور الدين بناني، حصيلة هذه الحملة الطبية التي ضمت 21 شخصا ، منهم 19 طبيبا في مختلف التخصصات، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ 7017 تدخلا، منها 991 تدخلا جراحيا و 5006 فحص.
وذكر بأن هذه القافلة هي الرابعة التي تنظم بموريتانيا في إطار سلسلة من التدخلات فى القارة الإفريقية حيث كانت هناك مبادرات مماثلة بكل من بنين والتوغو والكاميرون وكينيا وغامبيا، مما يعكس التزام المغرب بالتضامن الإفريقي.