ناقشت الورشة العربية موضوع “تأثير الأزمة الاقتصادية الراهنة على عمل الأطفال في البلدان العربية”بالقاهرة صباح اليوم الثلاثاء (9 يوليو 2024 )، والتي انعقدت بالتعاون بين كل من جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” والمجلس العربي للطفولة والتنمية، وذلك بمشاركة أكثر من 80 مشاركا من 12 دولة عربية يمثلون الآليات الوطنية للطفولة ، ووزارات العمل، وأصحاب الأعمال، ومنظمات العمال في الدول العربية، فضلا عن ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية ذات العلاقة، والخبراء، والإعلام.
الأمير عبد العزيز بن طلال: ظاهرة عمل الأطفال تتنامى مع الأزمات الاقتصادية
افتتحت أعمال الورشة بكلمة الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” القاها نيابة عنه أمين عام المجلس حسن البيلاوي، حيث أشار سموه بأن ظاهرة عمل الأطفال تتنامى مع الأزمات الاقتصادية، ولابد من دراسة تأثيرات تلك الأزمة من حيث أبعادها الاجتماعية والتربوية والصحية والتشريعية لكونها تمثل انتهاكا لحقوق الأطفال، وتعبيرا صارخا عن النكوص عن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وقال الأمير،” بأنه على الرغم من وجود تحديات عدة كانت سببا في ارتفاع أعداد الأطفال العاملين خلال العقدين الأخيرين مثل تداعيات جائحة كورونا، وتأثيرات التغيرات المناخية، وحالات النزاع والصراع. إلا أن كل هذه التحديات – جملة وفرادى – انعكست بدرجات متفاوتة على تدهور الوضع الاقتصادي العالمي، لذا فلا نبالغ إذا أشرنا بشكل صريح بأن الأزمة الاقتصادية كانت ولازالت تعد الأوسع والأعمق تأثيرا ، لأنها تطال أعدادا كبيرة من البشر، خاصة على الأطفال، حيث تدفعهم الظروف الاقتصادية إلى العمل قسرا وجبرا لكسب قوتهم ومساعدة أسرهم.”
واختتم الأمير السعودي داعيا أن تكون هذه الورشة امتدادا وتواصلا لما سبق من جهود في المجال بين الشركاء، ولكن في ذات الوقت تكون نقطة تحول جديدة في دراسة ومناقشة واقتراح تدخلات جديدة تتناسب مع تداعيات تلك الأزمات وتأثيراتها في ظل ظروف غير مسبوقة أثرت تأثيرا بالغا على الأطفال وصل إلى حد تهديد مستقبلهم.
السفيرة هيفاء أبو غزالة: نحن حاجة إلى رؤية علمية واقعية
في حين أشارت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية في كلمتها التي القتها نيابة عنها الوزير مفوض لبنى عزام مدير إدارة الأسرة والطفولة بالجامعة، بأن العالم لم يكد يبدأ في الدخول بمرحلة التعافي من الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب وباء كورونا خلال الأعوام الماضية، حتى بدأت تظهر صراعات إقليمية وحروب أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة والنفط والغذاء، ولا تزال آخذة في التفاقم، ناهيك عن ارتفاع معدلات التضخم عالميا، هذه الأسباب وغيرها ساهمت في انخفاض مستوى المعيشة ودفع الأطفال لسوق العمل. وأضافت معاليها بأننا أمام هذا الواقع فإن ظاهرة عمل الأطفال تهدد تعليمهم وسلامتهم وتقيد حقوقهم وتحد من فرصهم في بناء مستقبل بلادهم، مما يجعل المجتمع بأسره بين فكي كماشة الفقر والجهل، لذا فإننا بحاجة إلى تقديم رؤية علمية واقعية عن حالة عمل الأطفال ومسببات هذه الظاهرة، ووضعها أمام صانعي القرار للإسهام في التخطيط لمستقبل الطفولة، وتقود لسياسات للقضاء على عمل الأطفال بخطوات سريعة.
سعادة السيد فايز المطيري: الظروف الاقتصادية دفعت الأطفال إلى العمل تحت ظروف قاسية
أما فقد
وفي نفس السياق، أشار فايز المطيري المدير التنفيذي لمنظمة العمل العربية في كلمته التي ألقاها نيابة عن المستشار إسلام سناء المشرف على إدارة الحماية الاجتماعية وعلاقات العمل بالمنظمة، إلى أن الأزمات الراهنة المتوالية وتداعيتها الاقتصادية الخطيرة قد انعكست بشكل سلبي علي حياة الأطفال، وقد شهدت منطقتنا العربية العديد من التغيرات والتحديات، أثرت بشكل كبير علي أوضاع التشغيل وارتفاع معدلات البطالة وضعف وقصور العدالة الاجتماعية وزيادة اعداد الفقراء وتراجع الخدمات الأساسية في بعض البلدان وبخاصة الرعاية الصحية والتعليم.
وأضاف، أن هذه التحديات ألقت بظلالها السلبية على حياة الاطفال واضطرار الملايين منهم إلى دخول أسواق العمل بطريقة غير مشروعة ودون توفير أي مظلة تحميهم من العنف والاستغلال، لاسيما وأن الدراسات تشير إلي أن ارتفاع معدلات الفقر وانخفاض الإنفاق علي التعليم قد أدى إلى ارتفاع معدلات التسرب المدرسي، وهذا بدوره دفع الكثير من الأطفال إلى الانخراط في سوق العمل تحت ظروف قاسية وغير آمنة.
ناصر القحطاني:عمل الأطفال في المنطقة العربية أصبح محل خطر
وأكد ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”في مداخلة له حول “مقاربات مستدامة في مجال مكافحة عمل الأطفال”، أن هذه القضية حظيت باهتمام بالغ على المستوى الاقليمي العربي، فقد صادقت الدول الأعضاء على معظم الاتفاقيات الإقليمية والدولية، كما تم وضع الاستراتيجيات والخطط الاقليمية والوطنية لمواجهة هذه الظاهرة.
إلا أن التقدم الذي أحرزته المنطقة العربية في هذا المجال، يضيف القحطاني، من حيث القضاء على عمل الأطفال وبشكل خاص أسوأ أشكاله، وضمان الالتحاق بالدراسة ومعالجة أسباب التسرب المدرسي وإعادة التأهيل، وكذلك ما يرتبط بهذه الظاهرة من تجفيف لمنابع الفقر والحد من البطالة ، قد أصبح محل خطر في ظل المتغيرات والمستجدات السياسية والأمنية الراهنة وتغير المناخ في المنطقة العربية.
وأضاف المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية، بأننا في أجفند قد توصلنا إلى بعض السياسات والأساليب الواقعية والمرنة منها، منظومة بنوك أجفند للشمول المالي التسعة، وبرامج تمكين المرأة ومكافحة الفقر، حيث تتكامل تلك السياسات، وتعزز بعضها بعضاً في التعامل مع ظاهرة عمل الأطفال.