العرائش .. كرنفال بهيج في افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان البحر
عاشت مدينة العرائش، مساء الجمعة، على وقع كرنفال موسيقي واستعراضي بهيج جاب أهم الشوارع والساحات في افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان البحر.
وتمكن الكرنفال، الذي يعلن عن انطلاقة موسم الاصطياف بشكل رسمي، من استعراض العلاقة التاريخية بين مدينة العرائش والبحر، بالرغم من تعاقب الحضارات والثقافات، تماشيا مع شعار هذه الدورة من المهرجان “العرائش، هبة التاريخ والبحر”.
وانطلق الكرنفال الاحتفالي من ساحة 20 غشت، ليمر عبر شارع محمد الخامس، ثم ساحة التحرير وشارع الدار البيضاء، وصولا إلى ساحة باب البحر التاريخية.
واحتفى الكرنفال الموسيقي بالبحر، من خلال مشاركة الفرق النحاسية، وفرقة الطبول “سامبا دي لاراتشي” والشخصيات الكرتونية “ماريونيت” لجمعية الشريف الإدريسي، وفرق كناوة والطقطوقة الجبلية والدقة المراكشية، إلى جانب جولة استعراضية باللباس التقليدي العرائشي واللباس البحري.
كما شاركت في الكرنفال مجموعة من فرق نوادي الرياضات المائية (الكاياك، الصيد بالقصبة، ركوب الأمواج)، وتركيب مجسم لسمكة التونة.
وضم برنامج اليوم الأول من المهرجان سهرة موسيقية بالمركز الثقافي ليكسوس باب البحر من إحياء جمعية الفصول الأربعة وجمعية عشاق الطرب للموسيقى الأندلسية والصوفية والإبداع الفني.
وأكد رئيس المجلس الجماعي للعرائش، مومن الصبيحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الكرنفال الافتتاحي لمهرجان البحر، الذي تنظمه الجماعة بشراكة مع جماعة “بارباطي” بإقليم قادس الإسباني، شهد مساهمة مختلف الفعاليات الثقافية والرياضية ومهنيي البحر في هذه التظاهرة الاحتفالية، التي تشكل انطلاقة الأنشطة الصيفية المبرمجة، موضحا أن المدينة ستحتضن خلال الأسابيع المقبلة معرضا للصناعة التقليدية ومهرجانا خاصا بالجالية ومهرجانا غنائيا وعددا من الفعاليات.
وذكر الصبيحي بأن مهرجان البحر يتميز هذه السنة ببرنامج حافل من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية، والندوات العلمية بحضور أكاديميين لمناقشة مجموعة من القضايا ذات الصلة بالتاريخ البحري للعرائش وبتثمين المؤهلات البحرية والأحياء المائية بالمنطقة.
من جهتها، نوهت نائبة رئيس جماعة العرائش المكلفة بالثقافة، فاطمة شهبر، أن المهرجان، المنظم في إطار احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 25 لعيد العرش المجيد، يحتفي بالعلاقة العريقة بين مدينة العرائش والبحر منذ الحضارات القديمة كالفينيقية والرومانية، مشيرة إلى أن المهرجان يعكس هذا الترابط من خلال إبراز اللباس التقليدي ومشاركة فرق تراثية موسيقية محلية ومهنيي البحر وممارسي الرياضات المائية.
وتم خلال اليوم الأول افتتاح معرض تشكيلي للفنان التشكيلي العصامي عبد الخالق الشعبي بعنوان “المدينة العتيقة والبحر”، حيث تعكس اللوحات، المنجزة بتقنيات مختلفة باستعمال الصباغات المائية (أكريليك)، مشاهد من مدينة العرائش وشواطئها ومراكب الصيد وغيرها من الحرف البحرية.
وتتواصل فعاليات المهرجان إلى غاية 15 يوليوز الجاري ببرمجة مسابقات في الرياضات المائية وندوات علمية حول “المحافظة على الثورات البحرية” و”تربية الأحياء المائية” و”التراث الثقافي البحري لمدينة العرائش” و”التراث الثقافي الساحلي والمغمور بالمياه” وورشة تكوينية حول “تحويل شباك الصيد التالفة لحقائب اليد”، إلى جانب عدد من السهرات الغنائية المسائية.