بقلم: سرالختم احمد الحاج علي
أجرى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اتصالا برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تحدثا فيه حول القضايا المشتركة بين البلدين والوضع السياسي في السودان، ويستشف من هذا الاتصال الملاحظات التالية:
هناك أربع ملاحظات حول اتصال البرهان بالإمارات.
الأولى: أن الاتصال من البرهان، الذي وصفه الجانب الإماراتي وصفًا كاملاً برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يعني أن الأمر سبقه ترتيب وأجندة. في غالب الأمر له علاقة بزيارة أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي التي حينها أجمع الناس على حمله لرسالة ما ربما تعبر عن رغبة الأطراف في إنهاء الحرب.
الثانية: أعلن صباح اليوم خبر في صحيفة الكرامة عن زيارة للبرهان لروسيا ودولة عربية. الواضح أن الدولة العربية هي الإمارات، التي سوف يزورها البرهان نهاية الأسبوع القادم.
الثالثة: مؤتمر القاهرة كان أولى اختراقات الخلاف بين السودان والإمارات حيث ضمنت القاهرة تحييد الإمارات عن دعم المليشيا وأوفت بهذا الالتزام.
الرابعة: سناء حمد كانت تعبر عن جزء من الإجراءات المتسارعة لهذه التسوية بإعلانها عن عدم المانع إذا جنح الدعم السريع للسلم أن يتم التفاوض معه. والتي التقط قفازها يوسف عزت وأجرى خطوة استباقية مستعجلة بالكشف عن انتقال السلطة داخل الدعم السريع لعبد الرحيم دقلو.
من جانب آخر، زيارة عبد الرحيم اليوم لجوبا جاءت في هذا السياق التوافقي الذي يحاول لملمة أطراف الدعم السريع وحصر ممتلكاته في الخارج بعد حديث عن أن بعض الدول وضعت يدها على حسابات وأرصدة وأسهم باسم محمد حمدان الذي بدأت تتكشف الأمور عن مغادرته للمشهد تمامًا.
وما الفيديو الذي تم تسريبه إلى الوسائط إلا تعبير عن صراع داخل المليشيا، يقوده طرفان كما يبدو: طرف قد وطن نفسه تمامًا على الاستسلام وأصبح يبحث عن تثبيت مصالحه، وطرف آخر يريد أن يمضي في القتال، والذي سوف يتحول من خلال هذا الواقع الجديد إلى مجرد حركة متمردة مطاردة.
خلاصة القول إننا أمام مشهد جديد ربما تتوضح ملامحه خلال الأيام القادمة، وهو في الغالب يمضي نحو وقف الحرب التي قلنا من قبل إن قرارها اتخذ فقط متبقي الإخراج.
