أثارت زيارة مجموعة من المغاربة، بما فيهم طلبة من جامعة الأخوين بمدينة إفران، إلى إسرائيل خلال الحرب الدائرة هناك، موجة من الجدل والاستياء الشديد. هذه الزيارة، التي وصفت بأنها خارجة عن الإجماع الشعبي المغربي، تتجاوز الحدود الأخلاقية والمبادئ الوطنية التي تربى عليها المجتمع المغربي المتضامن تاريخياً مع القضية الفلسطينية.
خلفية الزيارة والمطالب الشعبية
قام مجموعة من الطلبة المغاربة، إلى جانب أفراد آخرين، بزيارة إسرائيل في وقت حساس جداً، حيث تتصاعد الأوضاع بشكل مأساوي في الأراضي الفلسطينية. هذه الخطوة جاءت في وقت علقت فيه الدولة المغربية جميع أشكال التعاون مع إسرائيل، تضامناً مع الفلسطينيين الذين يعانون من العنف والاحتلال. أمام هذا التصرف، طالبت فعاليات مدنية وطلابية بطرد الطلبة المنتمين لجامعة الأخوين وكل من شارك في هذه الزيارة من هياكل المجتمع المختلفة.
أبعاد الزيارة وتأثيرها على المجتمع
زيارة هذه الشرذمة من المغاربة لإسرائيل ليست مجرد خطوة فردية، بل هي تعبير عن تجاهل صارخ للأحداث الجارية في فلسطين واحتقار لمعاناة الشعب الفلسطيني. تعد هذه الزيارة تجاوزاً للقيم التي تجمع المجتمع المغربي، خاصة في ظل التضامن التاريخي والدائم مع القضية الفلسطينية.
المطالبة بطرد المشاركين في هذه الزيارة من الجامعات والجمعيات المدنية والمهنية تُعَدُّ رد فعل طبيعي ومنطقي. هذه المطالبة تأتي انطلاقاً من ضرورة محاسبة هؤلاء الأفراد أخلاقياً واجتماعياً، باعتبار أن سلوكهم يخالف المبادئ الوطنية ويضر بسمعة المغرب في دعمه الثابت للفلسطينيين.
رد الفعل الإسرائيلي واستغلال الزيارة
ما يزيد من حدة الغضب الشعبي هو الطريقة التي تعامل بها الإسرائيليون مع هذا الوفد المغربي. وفقاً لمصادر متعددة، واجه الصهاينة هذا الوفد باحتقار كبير، خاصة بعدما أدلى بعض أفراده بتصريحات تسيء للنبي محمد صلى الله عليه وآله. هذا الاحتقار يعكس عدم احترام الإسرائيليين لأي تعاون أو زيارة تأتي في ظل هذه الظروف، مما يؤكد أن هذه الزيارة كانت غير موفقة وضد المصلحة الوطنية.
الدعوة لاتخاذ موقف حازم
في ظل هذه التطورات، من الضروري أن تتخذ الجهات المعنية موقفاً حازماً تجاه هؤلاء الأفراد لضمان الحفاظ على القيم والمبادئ التي تجمع المغاربة. يجب أن يكون هناك تصدي حازم لمثل هذه التصرفات لضمان عدم تكرارها في المستقبل، ولتأكيد الدعم المستمر والثابت للقضية الفلسطينية.
على المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية أن تستمر في الضغط على المؤسسات الأكاديمية والمدنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحق هؤلاء الأفراد، لضمان محاسبتهم أخلاقياً واجتماعياً. إن اتخاذ موقف حازم تجاه هذه التصرفات لا يقتصر فقط على محاسبة الأفراد، بل يعزز من وحدة الصف الوطني ويؤكد على المبادئ التي يقوم عليها المجتمع المغربي.
زيارة مجموعة من المغاربة إلى إسرائيل في ظل الأوضاع الراهنة هو تصرف غير مسؤول يتجاوز كل الحدود الأخلاقية والوطنية. هذه الزيارة تثير جدلاً واستياءً واسعاً لأنها تعكس خروجاً عن الإجماع الشعبي المغربي وتجاهلاً لمعاناة الشعب الفلسطيني. يجب على المجتمع المغربي، بكل مكوناته، أن يتخذ موقفاً حازماً تجاه هذه التصرفات لضمان عدم تكرارها وتعزيز الدعم المستمر للقضية الفلسطينية.