- بقلم/نضال بنعلي
بينما نحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لحكم الملك محمد السادس، نجعلها مناسبة للتأمل في الرحلة الرائعة التي قطعها المغرب تحت قيادته. من الإصلاحات الاقتصادية إلى التقدم الاجتماعي، حيث شهدت البلاد تحولات هائلة وضعتها على طريق التنمية المستدامة والنمو.
كشاب مغربي مندمج بعمق في المجالات الاجتماعية والدبلوماسية، كان لي الشرف أن أراقب هذه التغييرات عن كثب وأقدر الرؤية الملكية التي قادت تقدم المغرب. شاهدت عن قرب التغييرات الإيجابية التي أحدثها حكم الملك محمد السادس. كانت الفرص المتاحة للشباب للمشاركة والتمكين مؤثرة بشكل خاص، مما سمح لنا بالمساهمة في تقدم الأمة.
مشاركتي في المبادرات الاجتماعية والدبلوماسية أعطتني تقديرًا عميقًا للرؤية والالتزام اللذين قادا تحول المغرب. أتطلع إلى مواصلة لعب دور في هذه الرحلة المثيرة والمساهمة في المستقبل المشرق الذي ينتظر بلدنا العزيز.
أحد أبرز إنجازات حكم الملك محمد السادس هو التنمية الاقتصادية القوية التي شهدها المغرب. إنشاء ميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر الموانئ في إفريقيا، يقف شاهدًا على الموقع الاستراتيجي للمغرب في التجارة العالمية. بالإضافة إلى ذلك، أحدث مخطط المغرب الأخضر ثورة في الزراعة، حيث يروج للممارسات المستدامة ويعزز الصادرات. أسهمت هذه المبادرات بشكل كبير في نمو الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص العمل، مما أسهم في اقتصاد أكثر مرونة.
التزام الملك محمد السادس بالتقدم الاجتماعي واضح في التحسينات الكبيرة في التعليم والرعاية الصحية. لعبت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دورًا حاسمًا في تقليل الفقر وتعزيز الشمول الاجتماعي. و زادت الإصلاحات التعليمية من معدلات محو الأمية، بينما أدت الاستثمارات في الرعاية الصحية إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الطبية في جميع أنحاء البلاد.
كانت لتمكين الشباب والنساء، من خلال برامج وسياسات مختلفة، أولوية أيضًا، مما أدى إلى مجتمع أكثر شمولاً وديناميكية. كان تحول البنية التحتية للمغرب ملحوظًا. خضعت المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش لعملية تحديث كبيرة، مما عزز من جاذبيتها وقابليتها للعيش. توسعة شبكة النقل، بما في ذلك تطوير الطرق السريعة وخط القطار فائق السرعة (البراق)، حسن من الترابط وسهل الأنشطة الاقتصادية.
علاوة على ذلك، تسلط الاستثمارات في الطاقة المتجددة، التي يمثلها مجمع نور ورزازات الشمسي، الضوء على التزام المغرب بالتنمية المستدامة. في مجال الدبلوماسية، عزز الملك محمد السادس مكانة المغرب على الساحة العالمية. نهج البلاد الاستباقي في التعاون جنوب-جنوب عزز الروابط القوية مع الدول الأفريقية، مما أدى إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية.
المشاركة الفعالة للمغرب في المنظمات الدولية ومهام حفظ السلام تبرز التزامه بالاستقرار والتنمية العالميين. قضية الصحراء المغربية تظل جانبًا محوريًا في دبلوماسية المغرب، مع الجهود المستمرة لمبادرة المغرب الرامية للحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية .
ازدهرت الانشطة الثقافية والفنية في المغرب تحت حكم الملك محمد السادس. وتعزز التراث المغربي، داخليًا ودوليًا، أغنى هوية الأمة من خلال الدعم المقدم للفنون والصناعات الإبداعية أدى إلى مشهد ثقافي حيوي، مع أحداث كبرى مثل مهرجان مراكش الدولي للفيلم ومهرجان موازين للموسيقى التي تجذب الاهتمام العالمي.
هذه المبادرات لا تحتفي بالثقافة المغربية فقط بل تسهم أيضًا في نمو قطاع السياحة. الاستدامة البيئية كانت حجر الزاوية في استراتيجية تنمية المغرب. الموقف الاستباقي للبلاد بشأن تغير المناخ واضح في مشاريعها الطموحة التي تهدف إلى الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة.
مجمع نور ورزازات الشمسي هو مثال بارز على قيادة المغرب في مجال الطاقة المتجددة، في حين أن المبادرات في إدارة المياه والزراعة المستدامة عززت من مرونة البيئة. المشاركة الفعالة للمغرب في المنتديات البيئية العالمية تؤكد التزامها بمواجهة تحديات المناخ. النمو السريع لصناعة التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية وضع المغرب كمركز للابتكار في المنطقة. المبادرات لدعم الشركات الناشئة وتعزيز الابتكار، مثل إنشاء حدائق التكنولوجيا والحاضنات، أثارت النشاط الريادي. دمج التكنولوجيا في التعليم والخدمات العامة حسن من الكفاءة وسهّل الوصول، مما يدفع التحول الرقمي في البلاد.
عند التأمل في السنوات الـ25 الماضية، يتضح أن المغرب قد حقق تقدمًا كبيرًا في التنمية الاقتصادية، الرفاه الاجتماعي، البنية التحتية، الدبلوماسية، الثقافة، البيئة، والتكنولوجيا يرسم صورة لأمة ترتفع. كشاب، ألهمني رحلة بلادي المغرب وأشعر بالتفاؤل بشأن المستقبل من حيث الالتزام المستمر بالتنمية المستدامة والنمو الشامل سيشكل بلا شك مغربًا مزدهرًا ومرنًا لأجيال قادمة.