(ما من أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ عليْهِ السَّلام )
اختلف العلماء في فهم معنى قوله ( إلا رد الله إلى روحي ) وأبدوا في شرحه وجوها سردها الحافظ السيوطي فى كتابه أنباء الأذكياء بحياة الأنبياء فبلغت خمسة عشر وجهاً منها أن الروح كناية عن النطق والمعنى أن الله يرد عليه النطق ليرد السلام لأنه لاداعى لنطقه إلا حين يسلم عليه المسلم .
ومنها أن رد الروح كناية عن التفات روحه الشريفة من الاستغراق في حضرة الملكوت إلى هذا العالم لرد سلام المسلم . والأول رأي ابن المنير . والثاني رأي تقي الدين السبكى . ومنها أن هذا الحديث كناية عن دوام الحياة له لأن الوجود لا يخلو من مسلم يسلم عليه في لحظة من ليل أو نهار .
وهذا الوجه ذكره القسطلاني فى المواهب وأطال فى تقريره . والمقصود أن حياة النبي ﷺ في قبره وهو سائر الأنبياء ثابتة بالكتاب والسنة المتواترة والإجماع . أما الكتاب فقد أثبت حياة الشهداء والأنبياء أفضل من الشهداء بالإجماع مع أن نبينا ﷺ مات شهيداً بأكلة خيبر كما فى الصحيح . وأما السنة فقد تواتر الحديث عن النبي ﷺ بأن الأنبياء أحياء فى قبورهم يصلون نص على تواتر