في اكتشاف أثار حماس الباحثين وعشاق التاريخ البحري، عثر فريق من العلماء على بقايا سفينة قراصنة من القرن السابع عشر في المياه العميقة الواقعة بين المغرب وإسبانيا. هذه السفينة، التي كانت مجهزة بشكل لافت للنظر بالأسلحة، كانت على الأرجح في طريقها للقيام بغارات بحرية قبل أن تغرق لأسباب لا تزال غير معروفة.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة Live Science، تم العثور على حطام السفينة بالقرب من السواحل المغربية، وقد كانت محملة بترسانة من الأسلحة، مما يشير إلى أنها كانت مهيأة لخوض معارك بحرية. يعتقد الباحثون أن السفينة كانت تتجه نحو السواحل الإسبانية، ولكن لأسباب مجهولة، غرقت قبل أن تصل إلى وجهتها.
الحمولة التي تم العثور عليها داخل السفينة أثارت فضول الباحثين بشكل خاص. فقد احتوت السفينة على مجموعة من الأدوات المنزلية والمعدنية التي تعود أصولها إلى الجزائر، وهو ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن هذه البضائع ربما كانت تستخدم كوسيلة تمويه. يبدو أن القراصنة حاولوا الظهور كتجار عاديين لتجنب المواجهات مع السفن الحربية التي كانت تجوب المنطقة لحماية طرق التجارة.
هذا الاكتشاف تم تحقيقه بواسطة فريق من شركة Odyssey Marine Exploration، وهي شركة أمريكية متخصصة في استكشاف حطام السفن التاريخية. وعلى الرغم من أن الحطام تم اكتشافه لأول مرة في عام 2005، إلا أن الباحثين لم يولوا اهتمامًا كبيرًا له في البداية. كان تركيز الفريق حينها على البحث عن سفينة HMS Sussex، وهي سفينة حربية إنجليزية ضخمة غرقت في نفس المنطقة في عام 1694، وكانت تحمل على متنها 80 مدفعًا.
ويضيف الخبراء أن اكتشاف بقايا سفينة القراصنة هذه يفتح نافذة جديدة لفهم الأنشطة البحرية التي كانت تجري في تلك الحقبة الزمنية في منطقة البحر المتوسط. كما أنه يلقي الضوء على الطرق التي كان يستخدمها القراصنة للإفلات من قبضة السلطات البحرية.