تراجع مياه البحر في شواطئ المغرب: ظاهرة طبيعية أم تنبيه إلى مخاطر محتملة؟
في الأيام الأخيرة، شهدت بعض الشواطئ الممتدة على طول الساحل الأطلسي في المغرب، بما في ذلك مناطق أزمور، الواليدية، وسيدي إفني، تراجعا ملحوظا في مستوى مياه البحر. هذه الظاهرة أثارت تساؤلات لدى العديد من السكان والمصطافين حول مدى طبيعتها، وما إذا كانت تشير إلى مخاطر محتملة.
بحسب المديرية العامة للأرصاد الجوية، فإن هذا التراجع ليس أمرا غير معتاد، بل يرتبط بظاهرة طبيعية معروفة تسمى المد والجزر. يحدث المد والجزر نتيجة تأثير قوى الجاذبية التي يمارسها كل من القمر والشمس على مياه المحيطات. هذه القوى تؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر في فترات المد (المد العالي) وانخفاضه في فترات الجزر (الجزر المنخفض).
وظاهرة المد والجزر تحدث بشكل دوري، وغالبا ما تكون أكثر وضوحا خلال فترات اكتمال القمر أو عندما تكون الشمس والقمر في محاذاة واحدة مع الأرض. في هذه الحالة، تزداد قوة الجاذبية المؤثرة على المحيطات، مما يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في مستوى سطح البحر.
وقد سجل نموذج التنبؤ بالمد والجزر لدى المديرية العامة للأرصاد الجوية أدنى مستوى للبحر يوم الثلاثاء 23 يوليو 2024، وهو اليوم الذي تزامن مع اكتمال القمر. وشهدت السواحل المغربية انخفاضات ملحوظة تراوحت بين 0.15 و0.20 مترًا في البحر الأبيض المتوسط، و0.60 مترا في المحيط الأطلسي. وقد أكدت المديرية أن هذه الظاهرة تتكرر بشكل طبيعي خلال فترات الاعتدال الصيفي والشتوي.
بالإضافة إلى التغيرات الطبيعية، يمكن أن تؤثر عوامل أخرى على مستوى سطح البحر، مثل الرياح القوية أو العواصف البحرية، التي قد تدفع المياه بعيدا عن الشاطئ بشكل مؤقت، ما يسبب تراجعا مؤقتا في مستوى البحر.
ومن الجدير بالذكر أن هناك فرقا بين هذه الظاهرة الطبيعية وبين الظواهر الأخرى التي قد تكون مؤشرا لخطر داهم، مثل التسونامي. في حالة التسونامي، يتراجع مستوى البحر بشكل مفاجئ وسريع يليه عودة سريعة للمياه بقوة مدمرة. إلا أن التراجع الأخير لمياه البحر على السواحل المغربية لا يندرج ضمن هذا النوع من الظواهر.
يمكن القول إن التراجع الأخير لمياه البحر في بعض الشواطئ المغربية هو ظاهرة طبيعية مرتبطة بالمد والجزر، ولا يشير إلى أي خطر محدق. مع ذلك، يبقى من المهم متابعة التحديثات الصادرة عن الجهات المختصة لضمان السلامة العامة.