كشفت نتائج عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي المسال في المغرب عن تطورات مبشرة في أربع مناطق رئيسية، ما يمهد الطريق لتأمين جزء كبير من احتياجات المملكة ودعم استراتيجياتها للتحول نحو الطاقة المتجددة.
وأوضحت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، أن جهود التنقيب قد أثمرت في مناطق الغرب، الصويرة، تندرارة، وسواحل العرائش، حيث تم اكتشاف كميات مشجعة من الغاز الطبيعي المسال.ويسعى المغرب من خلال هذه الاكتشافات إلى تلبية جزء كبير من احتياجاته السنوية من الغاز، التي تصل إلى نحو مليار متر مكعب، فيما يبلغ الإنتاج الحالي حوالي 110 ملايين متر مكعب سنويا . وفي ظل الخطط الرامية لزيادة الإنتاج إلى 300 مليون متر مكعب في السنوات القادمة، من المتوقع أن تدخل الاكتشافات الجديدة مرحلة الإنتاج قريبًا.
تقدم مشروعات الغاز في المغرب
وأشارت الوزيرة بنعلي إلى أن المكامن المكتشفة في منطقة الغرب تُعد منتجة، رغم أنها صغيرة الحجم، فيما يواصل حوض الصويرة إنتاجه منذ الثمانينيات عبر رخصة امتياز مسقالة، حيث يتم توريد الغاز للمجمع الشريف للفوسفات باليوسفية لتلبية احتياجات وحدات التجفيف وكلسنة الفوسفاط. وفيما يتعلق بحقل غاز سواحل العرائش (حقل أنشوا)، أكدت الوزيرة أن الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية قد أظهرت وجود غاز في هذا الحقل، وتستمر الجهود لتطويره. ويقع هذا الحقل ضمن منطقة ترخيص ليكسوس البحرية، حيث حصلت شركة إنرجيان مؤخرًا على حصة 45% في تراخيص الاكتشاف، مع خطط للبدء في الإنتاج خلال عام 2024.
استراتيجيات مستقبلية لزيادة الإنتاج
تستعد المملكة المغربية لمضاعفة استثماراتها في مجال الطاقة المتجددة بالتوازي مع التوسع في استكشافات الغاز في مناطق جديدة وواعدة. وأعلنت وزيرة الانتقال الطاقي أن منطقة تندرارة شهدت حفر 10 آبار، وتم تحديد اثنتين منها تحتويان على كميات مشجعة من الغاز، ما دفع لمنح رخصة امتياز لتطوير الحقل منذ عام 2018، بهدف تزويد محطة توليد الكهرباء بعين بني مطهر وربطها بالأنبوب المغاربي الأوروبي.وفي إطار تعزيز قدرات البلاد في مجال الطاقة، أوضحت بنعلي أن المغرب يخطط لمضاعفة استثماراته في الطاقة المتجددة أربع مرات لتصل إلى 1.5 مليار دولار سنويا خلال الفترة من 2024 إلى 2027، مما يشكل قفزة نوعية في جهود البلاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتعزيز أمنها الطاقي