ثورة الملك والشعب 71 سنة من الاعتزاز بالهوية الوطنية
في ذكرى ثورة الملك والشعب التي تصادف يوم الثلاثاء 20 غشت 2024، يخلد المغرب الذكرى الـ 71 لهذه الملحمة الوطنية التي تعبر عن قيم الصمود والتضحية والوحدة. إن هذا اليوم يُعد فرصة لتجسيد روح الوطنية والتزام الشعب المغربي بالمبادئ الثابتة للأمة، وتعزيز اللحمة بين الملك والشعب في مسيرة بناء المغرب الحديث.
في هذا السياق، أصدرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بلاغاً يبرز فخر الشعب المغربي واعتزازه بهذه الذكرى العظيمة.
يشير البلاغ إلى أن ثورة الملك والشعب، التي بدأت في 20 غشت 1953، كانت رد فعل على محاولة المستعمر الفرنسي نفي الملك محمد الخامس وعائلته، متوهمة أن ذلك سيساهم في إخماد روح المقاومة الوطنية. ولكن، كانت تلك الخطوة بداية النهاية للوجود الاستعماري، حيث أظهر الشعب المغربي تمسكه بالشرعية ورفضه للضغوط الاستعمارية.
لقد جسدت ثورة الملك والشعب لحظات بارزة في تاريخ الكفاح الوطني المغربي، حيث عارض المغاربة الاحتلال بكل قوة. من معركة الهري إلى معركة أنوال، شهدت البلاد نماذج رائعة في مقاومة الاستعمار.
كما ساهمت الحركة الوطنية في تنظيم المطالب الإصلاحية وتوعية الشعب بحقوقه الوطنية، وتوجت هذه الجهود بظهور وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، والتي شكلت نقطة تحول في مسيرة الاستقلال.
وأبرز البلاغ أيضاً أن زيارة الملك محمد الخامس إلى طنجة في 9 أبريل 1947 كانت محطة هامة في تعزيز المطالب الوطنية.
تلاها صراع متصاعد مع السلطات الاستعمارية، مما أدى إلى نفي الملك وعائلته في 20 غشت 1953. ورغم تلك الظروف العصيبة، استمر الشعب المغربي في النضال حتى تحقق الاستقلال في 16 نونبر 1955، وتمت استعادة الأراضي المغربية المحتلة مثل طرفاية وسيدي إفني، حتى استرجعت الصحراء المغربية في 28 فبراير 1976 و14 غشت 1979.
كما أكد البلاغ على أهمية استمرار التعبئة الوطنية خلف القيادة الملكية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة على المستوى الدولي، مثل اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، مما يعزز من موقف المغرب ويدعمه في تحقيق مطالبه الوطنية.
واحتفاء بهذه المناسبة الوطنية الخالدة سيتم الاحتفال بهذه الذكرى من خلال تنظيم مهرجان خطابي وإقامة فعاليات ثقافية وتربوية، حيث سيتم تكريم قدماء المقاومين وتوزيع إعانات على الأسر المستحقة.
إن هذه الفعاليات تسعى إلى تجسيد القيم الوطنية ونقل الدروس التاريخية إلى الأجيال الجديدة، تجسيداً للتوجيهات الملكية حول أهمية التمسك بالقيم الدينية والوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية.
بذلك، تظل ذكرى ثورة الملك والشعب رمزاً للتضامن الوطني وقوة الإرادة المغربية في مواجهة التحديات، داعمةً مسيرة البناء والتقدم في ظل الوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية.