ما نعيشه اليوم، هو نتيجة لعقود من الإستنزاف على جميع الأصعدة، صراع الساسة والمفكرين والإعلاميين واتحادات الرياضات المختلفة ونوادي الفن وغيرها من الهيئات المجتمعية.
صورة اليوم هي انعكاس حقيقي لأسوأ مرحلة مر بها مجتمعنا الحالي. وستكون أيامنا الحالية أيضا، أفضل مرحلة تعيشها البلاد في ظل انكشاف المستور، ومحاربة الفساد، وطي صفحة الماضي وفتح صفحات جديدة ومضيئة في تاريخ هذا البلد.
بقلم عبدالله العبادي
التفاهة والتيه الذاتي والجماعي الذي نعيشه، ما هو إلا نتاج تراكمات عقود طويلة من سوء التدبير الفكري والسياسي والاجتماعي. سنوات من الاستغلال من طرف نخب وجماعات أعطت لنفسها الحق في امتلاك إدارات ومؤسسات وأموال بدون مردودية تذكر.
اتحادات الرياضات واتحادات الكتاب ومكاتب الأحزاب، وجمعيات المجتمع المدني خير دليل على الفساد المتفشي في المجتمع برمته. لا أحد يريد أن يغادر منصبه، لا أحد يتوق للتغيير، الكل يريد الكعكة لأطول مدة زمنية ممكنة، تتغير الفصول والسنوات والنكهات، لكنهم يصرون على البقاء بجانب الكعكة.
يقول الروائي الليبي إبراهيم الكوني في روايته “نزيف الحجر”: “في الصحراء يموت المرء بأحد النقيضين، العطش أو السيل”، وهذا هو ما مصير كل الفاسدين في بلدنا الغالي، أولئك الذين استحلوا كل شيء لمصالحهم.
الصحراء هنا، تمثل الواقع المجتمعي، حالة التيه الذي نعيشه، الفراغ الكبير بداخلنا، غياب التوازنات في علاقاتنا، وأيضا استحضار لواقع هش حيث الإنسان لم يعد قادر على تحمل المزيد.
الفاسدون اليوم، أمام العطش أو السيل، في كلتا الحالتين، صار النظر الى الخلف مستحيلا، والحسرة على ما سلف لن يجدي نفعا، لقد حان الوقت للتغيير.
شرفاء الوطن بحاجة لفرصتهم لخدمة البلاد والعباد، زمن العنتريات انتهى، هناك زمن لكم وزمن آخر لغيركم، والواقع لم يعد يحتمل خطاياكم، فإما قوموا بمسؤولياتكم على أكمل وجه وبصدق أو اتركوا الوطن لأهله.
ملفات اتحادات الرياضات بعد أولمبياد باريس، عرت الكثير من الاختلالات في التسيير، أموال طائلة تسرف لكن بدون أبطال ولا إنجازات.
نحمد الله بوجود مؤسسة ملكية ساهرة على خدمة هذا الوطن وحمايةشعبه.
لكن أليس من المخجل أن توضع أمامك كل الإمكانيات المادية والطاقات البشرية وتغيب النتائج والمردودية. أي دور للمسؤولين والوزارات المختلفة؟