مغرب جديد بحاجة لإعلام جديد
لتغيير قاطرة الإعلام نحو الأفضل، يجب ربطه بواقع البحث العلمي والأكاديمي، في مختلف كليات ومعاهد الإعلام، حتى يكون واقع الإعلام مرتبط بالمجال التعليمي ومختبرات البحث العلمي.
هنا أطرح العديد من الأسئلة وهي بحاجة لبحوث وندوات ومؤتمرات لفهم واقع الإعلام اليوم ومحاولة ربطه بالجامعات. فكيف يستفيد الإعلام من الأكاديميين والباحثين لمصلحة العمل الإعلامى؟
وما هى العلاقة التي يمكن نسجها بين بحوث الإعلام والممارسين في الحقل الإعلامي؟ ولماذا هذا التباعد اليوم بين البحوث العلمية في الإعلام وبين الإعلاميين؟ وكيف يمكن للدراسات الإعلامية التأثير في الواقع الإعلامى؟
حين نحاول تقييم التجربة الإعلامية العربية عموما، فالأداء الإعلامي كان دوما عرضة لفرض سلطة ووصاية على الممارس، لأنه ليس وحده من يتحكم في الرسالة الإعلامية، بل هناك عدة سلطات سياسية واجتماعية ودينية وغيرها.
المشهد الإعلامي اليوم، بحاجة لهيئة تسيرُه قادرة على مواجهة التحديات التي يواجهها المشهد الإعلامي ببلادنا، سيطرة التفاهة وكثرة ممتهني صفة صحافي وميكرو الشوارع، والاهتمام بالتفاهة ونشر الاخبار الزائفة من أجل جلب أكبر عدد من المتابعين.. كلها أمور أساءت للجسم الصحافي وللكلمة الحرة والصادقة.
الواقع المتدني للإعلام والثقافة بحاجة لوزارات قوية، لتحقيق مشاريعها الفكرية والإعلامية خدمة للمجتمع والوطن، ليواكب التطورات الكبيرة التي يقودها الملك وشرفاء الوطن.
المشهد الإعلامي لا يخفى على أحد، رغم كل الإمكانيات التي وضعتها الدولة كمساهمة في تطوير هذا الحقل المهم، إلا أن سوء التسيير والتدبير العشوائي حالت دون تحقيق الهدف.
لا أحد ينكر المكاسب المهمة التي تحققت في العقدين الاخيرين في مجال الإعلام، لكنه بحاجة إلى تقنين وضبط أكبر، ووضوح وشفافية قي التسيير. على المستوى الرقمي وتراجع الورقي، الصحافة الإلكترونية تعاني وبشكل كبير من انتشار الأخبار الزائفة وتقلص الموارد وتراجع احترام أخلاقيات المهنة.
الإصلاح الجوهري ضروري وأساسي لكي يكون لمجهودات إصلاح القطاع قيمة ومعنى، فلا وجود لإعلام حقيقي من غير معلومات متوفرة وذات مصداقية، وهياكل حقيقية منتخبة بشكل ديمقراطي تدير القطاع بالشكل الجيد الذي يتطلبه مغرب اليوم، فالعقليات المسيرة للقطاع يجب أن تتغير لتساير ركب التقدم الذي يشهده المجتمع.