ضحايا الطلاق
يعد الطلاق من بين الحلول التي بات العديد من الأزواج يلجأون اليها حينما تشتد المشاكل داخل الأسرة خصوصا الطلاق الإتفاقي والطلاق للشقاق ؛بإعتبارهما الأيسر من حيث المساطر القانونية.والغير المكلف بالنسبة للأزواج.
إن غياب الوعي الجمعي داخل المجتمع المغربي بضرورة منظومة الأسرة في بناء التقدم وتطوير الإنسان .أسفر على وجود شريحة كبيرة من الأطفال ينتمون إلى الأسرة المفككة. هذا التفكك الذي ينتج في غالبية الحالات أطفال حاملين لعقد واضطربات نفسي.
إنني هنا يا صديقي أتحدث عن أطفال الطلاق.
يعاني الطفل المنتمي لأسرة مفككة الأب في جهة والأم في جهة أخرى من عدة مشاكل نفسية وإجتماعية .أذكر منهاعلى سبيل المثال لا الحصر:
- الإضطربات النفسية كضعف الشخصية وفقدان الثقة بالنفس ، إلى جانب الشعور بالعار والتعلق الناتج عن الفراغ العاطفي الغير المكتمل .
- التعرض للصدمات حيث هناك حالات عدة تصدم بالتخلي من أحد الولدين إما الأم او الأب وغالبا ما يكون الأب ؛مما يولد لدى الطفل صدمة الهجر .ما يصنع منه طفل منبوذ حامل لمشاعر الضعف والإستخفاف بنفسه.
- التعرض للتنمر داخل المدرسة من قبل أصدقائه؛والدخول في دوامة المقارنة بينه وبين أصدقائه.
- عدم الشعور بالأمان والخوف المستمر من الهجر ؛ما يسفر عنه عدم التركيز وعدم الإنتباه؛والتشتت.
إن أغلب العقد والإضطربات النفسية التي يعاني منها الأطفال ؛هي نتيجة لأسرة مختلة النظام ومهتزة . وهذا ما يتغافل عنه العديد من الأباء والأمهات الذين إختارو الطلاق كحل لإنهاء مشاكلهم. فتنقلب الأمور ليكون الطلاق بداية لمشاكلهم التي تستعمل الأطفال كسكين للذبح فيها.
حينما أتحدث عن نظام العلاقات الناجحة أقول:
أن الطلاق بشتى أنواعه هو إنهاء للعلاقة مع الزوج أو الزوجة فقط ؛وليس مع الأبناء . إذ يستمر حق ممارسة دور الأبوة والأمومة مدى الحياة. ولايمكن تعويضه بشيء مادي أو بشخص أخر.
وعليه لابد من إنشاء دورات تدريبية وجلسات نفسية لكل الراغبين في حل الطلاق . ليتمكنوا من فهم ماهية ا بعد الطلاق وكيف يمكن التعامل مع الأطفال في حالة الطلاق.