جودة الحياة(1)
يشتكي أغلب الناس من الضغوط النفسية وإضطربات في النوم ؛وما إلى ذلك من الإستقاظ بجسد منهك ومتعب . وهناك فئة عريضة تعاني من كثرة التفكير والعصبية .وكل ذلك نتيجة لغياب الجودة بالحياة.
يقصد بجودة الحياة بشكل عام العيش بنظام مرن ومريح مع إستشعار الحواس والمشاعر الداخلية في كل حركة ؛أضف إلى ذلك التمتع بصحة نفسية جيدة.
إن الحديث عن جودة الحياة يلزمنا بالضرورة الحديث عن نمط العيش. بمعنى المسار الذي يعيش به الإنسان بشكل يومي متتالي .يسمى نظام منمط أي دائم؛ أو مستمر لسنوات عدة.
بإعتبار كل الأمراض والمصائب التي تعيق حياة الإنسان وتطوره ؛وتمنعه أيضا من إستشعار اللذة والطمأنينة والرفاهية في يومه متعلقة بنمط العيش.
يشمل نمط العيش اليومي للفرد مجموعة من الأنماط التي أسميها “جزيئات” متحكمة في دواخل الفرد .تجعله في نهاية الأسبوع أو اليوم يشعر بجودة في الحياة أو يحدث العكس . ومن بين تلك الجزيئات أذكر:
- وقت الإستيقاظ في بداية اليوم
يلعب وقت الإستيقاظ دورا مهما في تحسين جودة الحياة لدى الشخص؛لن أتحدث هنا عن الإسيقاظ باكرا أو لوقت متأخر .لأني أؤمن أن جسد الإنسان يشتغل بطريقة جيدة حينما يأخد القسط الكافي من النوم. الأمر هنا يتعلق بإعطاء الجسد الحق الكافي من الراحة.
الأهم في وقت الإستيقاظ؛ و الذي يحدث الفرق في نمط العيش هو السلوك الذي تقوم به فور إستيقاظك من النوم .هل تستيقظ على عناق وقبلة وصوت العصافير أو موسيقى هادئة كانغام فيروز ؛أو على صوت مقرىء للقرآن يغدي جهازك العصبي.أم أنك تستيقظ على مناقشات حادة أو جدال فارغ.أو تستيقظ على ضجيج شجار الجيران ؛وأصوات السيارات .لك الإختيار.
يلزمني أن أشير هنا لنقطة مهمة وقت الإستيقاظ وهي باب الهلاك وضياع اليوم.أن تستيقظ مباشرة على شاسة جوالك لتتصفح رسائلك أو حسابك الملىء بالأخبار المزعجة .ومن الناس من يستيقظ على قنوات الحروب والدم والقتل. كلها امور تهلك بالصحة النفسية لا شعوريا .
- عملية التنفس
للتنفس دور مهم في صحتنا النفسية والجسدية أيضا “ساتحدث عن أهمية التنفس بتفصيل في القادم إن شاءالله”.ما يهمني أن أشير إليه الأن بخصوص التنفس هو ضرورة مراقبة عملية التنفس؛هل تتم بشكل صحيح وصحي أم تتنفس بسكل معوج يعيق وصول الأكسجين للمخ وهذ معضلة وبداية للأمراض. التنفس السليم هو أن تستنشق الشهيق من الأنف وتخرج الزفير من الفم. أغلبية الناس يتنفسون إما بالأنف وحده أو بالفم لوحده .مايعيق وصول الأكسجين بشكل أعم للفص الأيمن والأيسر مع في الدماغ.
- نظام الأكل
للأكل دور مهم في جودة الحياة ؛حيث أغلب الأمراض النفسية والعضوية سببها مرض الجهاز الهضمي. كل ما يتناوله الشخص إما أن يستفيد منه أو يعاني منه .لن أتحدث هنا على أنواع المأكولات الصحية والغير الصحية .لأنني أؤيد مقولة “كل ما هو حلال هو صحي “؛فقط الفرق في طريقة تهيه وتناوله والكمية التي تأكل منه.
أتحدث هنا عن زمن و وقت الأكل .في مجتمعنا المغربي بنسب متفاوتة نجد الأكل والوجبات متعلقة بالصلاة أو بالساعة الحائطية .خاصة في القرى والبوادي . ويرتبط في المدن لدى الغالبية الموظفة بوقت إنتهاء العمل . ولدى فئة كثيرة بغير وقت يأكل بشكل شبه مستمر.
السليم والجيد هنا أنا الأكل يتعلق بالزمن البيولوجي للجسم.بمعنى يتم تغدية الجسم عند الشعور بالجوع لا غير…..يتبع في المقال الثاني