سراب الكذب
يعد الكذب من أبشع وأذم الخصال التي ينعث بها المرء وسط جماعته؛لكن رغم بشاعته نجد نسب كبرى في المجتمع تنسج خيوط وتراسيم حياتها اليومية بالكذب .فلا يكاد يمضي يوم في العمل لدى أحدهم إلا وكذب له ألف كذبة.حيال حياته أو مستواه المادي أو نمط عيشه..الخ.
يعنى بالكذب ما يبوح به المرء من حكايات سرد لأحداث وهمية لا تمت للحقيقة بصلة.
يصنف الكذب في علم النفس ضمن السلوكيات المرضية إذ تجاوز المرء حد الكذب بصفة مستمرة طوال اليوم.
ويمكن تقسم دوافع الكذب إلى قسمين هما:
١تحقيق منفعة شخصية أو عامة
٢دفع الأذية والمضرة.
فالأشخاص بشكل عام يكذبون من أجل نيل منصب معين في عملهم ،أو الحصول على مكانة أو هبة في مجلس معين .وغالبا ما يكذب أحدهم في المواضيع التي تنقصه ويتمنى أن يصل إليها.[هذا النوع شائع بشكل كبير في السوشل ميديا]
أما دفع الأذية والمضرة فيحدث في النزعات وداخل قاعات المحاكم ؛حيث الشخصيات الأكثر ضعفا وجبنا هي التي تلجأ إلى هذا النوع من الكذب.
يصنف الكذب ضمن السلوكيات القاعيدية في الإنسان يحث مع مرور الوقت يجد الشخص نفسه متمسكا بقاعدة الكذب ويمارسه بشكل طبيعي. وهنا أشير إلى أن سلوك الكذب ليس فطري في الشخص إذ يبنى ويكتسب منذ الطفولة عن طريق التقليد أو الأمر بالتنفيد من قبل الوالدين او الحاضن أو المربي.
للكذب إنعكاسات نفسية وخيمة تعود على الشخص بالألم النفسي المستمر أذكر منها:
-الخوف المستمر من الفضيحة وإكتشاف الحقيقة .
-الصراع مع الذات الحقيقية للشخص
-تأنيب الضمير أثناء جلوس الإنسان مع ذاته
-الكذب يولد الكذب بشكل مستمر وهذا الخط لا ينتهي
إسمح لي أن أشير يا صديقي إلى أمر مهم جدا قد لا ينتبه له أغلب الأفراد ؛عبارة عن قاعدة عامة “الإنسان الذي يكذب هو يعي تماما أنه يقوم بسلوك غير مرغوب فيه بالمجتمع.و يحس بعدم حقيقته مما يصيبه بإضطراب نفسي . وعليه تماما الشخص الذي يجلس ويتلقى الأكاذيب نفسانيا يحس بأن الذي أمامه يكذب عليه لكنه لا يستطيع قمعه ؛إذ يميل معظم الناس إلى ترك الكذاب يكذب لحين أن يفضح نفسه بنفسه.مما يزيد من حدة الألم لديه.”
وعليه يمكن إعتبار الكذب المرضي من بين المسببات الأولى للإنتحار لدى ثلث المنتحرين.إذ الشخص الواعي والمستيقظ هو الذي يميل للبحث عن الحقيقة وإكتشافها .