الحسين الحياني رحيل رائد الإعلام
انتقل إلى رحمة الله تعالى قيدوم الصحافيين وأديب الإعلاميين الحسين الحياني، وذلك يومه الثلاثاء 20 غشت 2024 بعد رحلة طويلة في الحياة التي بصم فيها مجالات الإعلام الرياضي بكل صنوفه وأنواعه.
لقد كان الفقيد من الجيل المؤسس للإعلام الرياضي في المغرب، إذ اشتغل في وقت مبكر من الاستقلال في الإذاعة الوطنية، قبل أن يصبح موجها مشهورا ومحبوبا في التلفزيون، وهو يقدم تقارير وتحليلات رياضية، وحوارات، ولقاءات إعلامية تميزت بمنتهى الاحترافية والمهنية والمصداقية.
وقبل فراقه لنا إلى دار الخلد إن شاء الله، كان عميد الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية قد أعد رسالة حررها بخط يده قائلا فيها بالخصوص: “حانت ساعة الرحيل، وأنا سعيد بذلك، وسأكون عريس السعادة لو فاح التسامح بيني وبين من ظلمته ولو بالجرح الخفيف.. لقد حرصت على هذا المطلب بكل قواي قبل أن أرحل.. والرحيل عن الدنيا طائر في عنقي وعنق كافة خلق الله منذ أراد الله أن يكون لنا دنيا لها نهاية هي الانتقال إلى الآخرة.. رفقا بنا حتى نستوعب الدرس الذي تجاهله طغياننا المادي والهمجي..”.
الحسين الحياني رحمة الله عليه هو واحد من أبرز من تتلمذت على يديه الكريمتين أبجديات تحرير مقال أو تحقيق صحفي رياضي، وخاصة بجريدة الميثاق الوطني أيام مولاي عبد السلام السفياني رحمه الله وبوشعيب الضبار وآخرين.. لقد كان خير مشرف على برنامج العالم الرياضي بالقناة التلفزية الأولى إلى جانب العديد من المهام والمسؤوليات الأخرى سواء الإعلامية منها أو الأدبية التي أبدع في اختيار مواضيعها وكلماتها.
ولا يمكنني أن أن أنسى الإشارة إلى أن الفقيد كان صديقا حميما لنادي الهلال الرياضي الناظوري لكرة القدم.. ويكفينا شرفا أنه خلال التربص الذي أقامه الهلال في أواخر السبعينات بأحد الاندية التابعة لجماعة وكسان، أبى الراحل إلا أن يكون حاضرا بيننا، بل ومرافقا لنا إلى مدينة وجدة قصد خوض مقابلة السد ضد إخواننا في فتح الناظور، والتي انتصر فيها الهلاليون برأسية نجيب الحموتي.
لقد رحل عنا الهرم الذي لن ينطفئ وميضه.. لقد رحل عنا من أخلص في التربية والتعليم قبل أن يبدع في الصحافة والإعلام… لن ننساك أبدا، وستظل حيا في قلوبنا وألسننا وكتاباتنا.. مع خالص تعازينا لأسرتي الفقيد العزيز الصغيرة والكبيرة.
إنا لله وإنا إليه راجعون