(لعل ألزمن يتحول ليتاح لهم تحقيق أهدافهم)
إن الشرعية التي تعب قادة الجزائر في الحصول عليها لصنيعتهم البوليساريو وخلال عقود عديدة ، لن يدركوها أبدا ، حتى ولو ظنوا أنهم سيوفرون مقاعد لتلك المنظمة المنبوذة في المحافل والمنتديات الإقليمية والدولية .
يعتمدون على وجود صنيعتهم الجمهورية الصحراوية الوهمية كعضو في الإتحاد الإفريقي بعد أن كانوا قد تمكنوا من إقحامها كعضو في منظمة الوحدة الإفريقية عن طريق التدليس والإرتشاء لمحاولة إضفاء الشرعية على وجودها ، وهي شرعية لن يدركوها أبدا ، وستظل صنيعتهم تائهة في صحراء الحمادة الجزائرية لا أرض لها يمكن أن يشملها أي ميثاق أو إتفاق يبرم ، ولا شعب لها إلا ما جمعته الجزائر من التائهين في الصحراء مع أقلية من المحتجزين المنتمين فعلا إلى الصحراء المغربية . بيد أنه لا جدال في أن الأغلبية الساحقة من أهلها يعيشون في ديارهم وعلى أرضهم في حظيرة المملكة المغربية ، ترعاهم وتضمن لهم سبل كسب العيش الكريم والتمتع برغد العيش في المجال الواسع من ربوع وطنهم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .
أن إحتجاز النظام الجزائري لتلك الأقلية من أهلنا في الصحراء لهي جريمة لا تغتفر لأسباب عدة ، منها كون الجزائر بين لا يخجلون من الإتجار بمأساتهم لمحاولة كسب الأنصار لأطروحتهم الصحراوية التي يحاولولون من ورائها إخفاء نواياهم في فرض هيمنتهم وتحقيق مطامعكم التوسعية في المنطقة المغاربية .
لم تعد هذه الأهداف سرا ولا مجهولة لدى كل الدول التي يعنيها أمر الصحراء من الناحية الأستراتيجية وحتى لدىمن لا يعنيهم أمرها ، ولا خافيا في حظيرة مختلف المحافل الإقليمية والدولية ومن بينها مجلس الأمن ، الذي أصبحت قراراته تزعج الجزائريين ولا يترددون في الإعلان عن معارضتها .
والظاهر أن ما يتخذه القادة الجزائريون من مواقف متعنتة وتخريبهم لكل مساعي تسوية نزاع الصحراء ، يساعد على فضح نواياهم . وما حدث بالامس في الإجتماع الممهد للقمة اليابانية الإفريقية أكبر دليل على ما يبيتونه وما يخفونها من أهداف مشبوهة . لكن ماذا كان من الممكن أن يجديهم إقحام صنيعتهم ، أي تلك الجمهورية الوهمية التي مكنوا لقادتها من إقامتها على أرضهم ؟ وأي دولة من الدول سيتعاقد قادتها مع مسيري شؤونها وهي تائهة في الصحراء الجزائرية مع من تشملهم من البشر ؟ وعلى أي شيء يمكن التعاقد معهم وهم لا أرض ولا شعب وراءهم ؟
لقد سبق للرئيس التونسي قيس سعيد أن مكنهم من حضور اللقاء الياباني الإفريقي المنعقد في بلده . وسبق للإتحاد الأروبي أن تساهل في حضور ممثلي البوليساريو في إجتماع بروكسيل . فماذا كانت النتيجة ، غير الإعراض الدولي عن التعامل مع صنيعة الجزائر المنبوذة ؟
ةإذن ما الذي يسعى الجزائريون لتحقيقه مادام حضور ممثلي صنيعتهم لا يفيدهم ولا يفيدها في أي شيء ؟
ذلك هو السؤال الذي يجب البحت له عن جواب ، وبالتأكيد يوجد ما ينبئ عن أن هدف الجزائريين لا يخرج عن كونهم يسعون أن يظل نزاع الصحراء قائما ، لعل ألزمن يتحول ويحدث ما يمكنهم من تحقيق أهدافهم الهيمنة والتوسعية . وتلك نظرة الذين أعمى الله بصيرتهم ، وجعلهم في غيهم يعمهون