هل مشروع الربط المائي ينقذ المغرب من أزمة العطش أم يؤجلها فقط؟
تم تنفيذ مشروع الربط المائي بين حوضي “سبو” و”أبي رقراق” في الوقت المناسب لتلبية الاحتياجات المائية المتزايدة في المنطقة الساحلية بين الرباط والدار البيضاء، التي تعاني من عجز مائي غير مسبوق. 4
هذا المشروع الضخم الذي يمتد على مسافة 67 كيلومترًا، يهدف إلى نقل مليون متر مكعب من المياه يوميًا من سد المنع بحوض سبو إلى سد سيدي محمد بن عبد الله على نهر أبي رقراق.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه الموارد المائية في المغرب، من بينها ست سنوات متتالية من الجفاف وتراجع نسبة ملء السدود إلى 28% فقط، تمكن المشروع من نقل 380 مليون متر مكعب من المياه منذ دخوله حيز التنفيذ في شتنبر 2023. ومع ذلك، يبقى سد سيدي محمد بن عبد الله يعاني من معدلات ملء ضعيفة تتراوح بين 100 و140 مليون متر مكعب، وهو ما يعكس عجزًا يتراوح بين 60% و80% عن معدله الطبيعي البالغ 600 مليون متر مكعب.
ولتأمين هذه الموارد المائية، تقوم وكالة الحوض المائي لسبو بإطلاق المياه من سد الوحدة لتعزيز سد المنع عبر واد ورغة.
ومع استمرار التحديات، دعا المسؤولون إلى تكثيف جهود مكافحة هدر المياه وترشيد استخدامها، مشيرين إلى ضرورة تفعيل دور الهيئات المكلفة بمراقبة استغلال الموارد المائية.
هذا المشروع الذي تم إطلاقه بتوجيهات من الملك محمد السادس، يأتي في إطار “البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي” الذي بدأ تنفيذه في 2020 ويستمر حتى 2027، بميزانية بلغت 143 مليار درهم بعد تعديلها لمواجهة تطورات الوضع المائي.
لكن يبقى السؤال مطروحًا: هل سيكون هذا المشروع كافيًا لتجنب كارثة مائية في المستقبل القريب؟