شباب اختاروا هجرة سرية سباحة والحكومة تنتصر للصمت
تشهد مدينة الفنيدق هذه الأيام ظاهرة مقلقة تعكس حجم اليأس وانسداد الأفق لدى فئة كبيرة من الشباب المغربي.
مشاهد متكررة لشباب، وأحيانًا قاصرين وقاصرات، يحاولون الهجرة سراً نحو مدينة سبتة المحتلة عن طريق السباحة، في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة تدفعهم إلى البحث عن مستقبل أفضل.
حركة غير عادية وتحدي الأمن:
طريق باب سبتة يعرف حركة غير عادية هذه الأيام. عشرات الشبان والشابات يتجمعون في مناطق مختلفة، يحاولون تجاوز الحواجز والوصول إلى البحر رغم الدوريات الأمنية المكثفة.
القوات المساعدة ودوريات الأمن تبذل جهودًا كبيرة في مطاردتهم ومنعهم من المغامرة بأرواحهم في مياه البحر. ورغم ذلك، يستمر هؤلاء الشباب في محاولاتهم، مستغلين أوقات الضباب أو الأوقات التي يعتقدون فيها أن الحراسة تكون أقل كثافة.
البحر كمخرج أخير:
بالرغم من المخاطر الكبيرة، بما فيها وجود مراكب البحرية الملكية في المياه، إلا أن هؤلاء الشباب يعتبرون البحر مخرجًا أخيرًا من واقعهم الصعب. الانسداد التام للأفق أمامهم بفعل السياسات الحكومية التي لا تلبي احتياجاتهم ولا توفر لهم ظروف حياة كريمة، دفعهم إلى اتخاذ قرار الهجرة بأي ثمن.
انسداد الأفق وفشل السياسات الحكومية:
من المؤسف أن هذه الظاهرة هي انعكاس واضح لغياب برامج حكومية فعالة تستهدف إدماج الشباب وتأهيلهم، خاصة أبناء الأسر الفقيرة. الفقر والتهميش والفوارق الاجتماعية تزيد من انتشار اليأس بين الشباب، في ظل غياب فرص العمل والتعليم، وتزايد انتشار المخدرات.
الصمت الحكومي:على الرغم من خطورة هذه التطورات، فإن الحكومة المغربية لم تصدر حتى الآن أي رد فعل أو توضيح حول هذه الظاهرة المتفاقمة.
هذا الصمت يزيد من شعور الشباب بالتخلي عنهم، ويعمق من أزمة الثقة بينهم وبين مؤسسات الدولة.في الختام، تظل هذه الظاهرة بمثابة جرس إنذار يتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية. إن الحل لا يكمن في المزيد من المطاردات الأمنية فقط، بل في توفير حلول شاملة تستهدف تحسين أوضاع الشباب المغربي وإعادة الأمل لهم في مستقبل أفضل داخل وطنهم.