يجب على الملاحظ أن لا يتجاهل ما سجله التاريخ المعاصر بالنسبة للأوضاع في المنطقة المغاربية عموما ، حيث تؤكد الأحداث التي تعاقبت منذ منتصف القرن الماضي ، طبيعة النظام في كل من المغرب وفي الجزائر.
فمن يمكن له أن يشك في أن النظام الملكي في المغرب كان أقوى من أي نظام في المنطقة على الصمود والاستمرار والإستقرار ؟ وكل القرائن تدل على أنه سيبقى كذلك لأنه نظام مبني على أسس قوية وثابتة ، أهمها البيعة المتجددة بين الشعب والقيادة المتمثلة في الملك وفي المؤسسة الملكية الساهرة على أمن المغرب وسلامة أراضيه.
لم نكن نريد أن نخوض في الشؤون الداخلية الجزائرية ، ولكن وجود السفهاء يرغموننا على أن نذكرهم بما أعترى النظام من صدمات وتقلبات وصراعات وتصفيات ، كانت سببا في ضياع كثير من الطاقات والأموال ، مما جعل البلاد تعاني من نقائص ومن المعاناة ، وبشهادة القادة الحاليين والسابقين.
تذكروا مساوئ ومضاعفات سوء تدبير الشؤون العامة على يد النظام السياسي العسكري الذي أقامه الرئيس بومدين منذ منتصف الستينات ، والذي إعتمد المخابرات كأساس للتحكم في البلاد ودخل في صراع إقليمي كان أهمه صراعه مع المغرب.
تذكروا سلوك النظام ( السيستيم ) في عزل الرؤساء وتنصيبهم ، بل وتصفية من يحاول التخلص من هيمنة رجاله ، وإذا ما حاول تغيير سياسة الجزائر حيال المغرب والنزوع إلى تسوية نزاع الصحراء.
تذكروا الحرب الأهلية التي كانت نتيجة السياسة الديكتاتورية التي سلكها النظام وفرض هيمنة الحزب الوحيد.
تذكروا عهد الرئيس بوتفليقة ، وما ساده من فساد ونهب لأموال الشعب وتبذيرها في محاربة جيران الجزائر ومحاولة فرض الهيمنة على دول المنطقة المغاربية والساحل الصحراوي.
عليكم أيها الناس أن تتساءلوا، أين ” وزن الدولة وهيبتها ” الذي أضعتموه ، ولم تكونوا تدركون أن توفره كان ضروريا ليحظى نظامكم باحتلال مكانة معتبرة لدى المجتمع الدولي ،فيؤدي إلى إنخراط الجزائر في تجمع بريكس.
إن ما قدمته عن الأوضاع في الجزائر مبني على وقائع ملموسة ، وما قدمتموه عن المغرب كان إعتمادا على ما تتخيله العقول المريضة لرجال النظام الجزائري ومن يسير في ركابهم.
تذكروا أن بيننا وبينكم أيها الجزائريون قضية الصحراء ، وأننا حسمناها ، فالصحراء في مغربها ، والمغرب في صحرائه.