في عالم السياسة، هناك أنظمة تتسم بالقوة والنفوذ، وأخرى تقتصر على مظاهر القوة فحسب.
الجزائر، تحت ظل نظامها العسكري، تمثل نموذجًا مثيرًا للسخرية، حيث يجتمع الفشل الإداري مع الأوهام السياسية لتشكيل لوحة متكاملة من الفوضى والارتباك.
– حلم الدكتاتورية بقدرات خارقة
الجيش الجزائري، الذي لطالما صوّر نفسه كـ”حامي الوطن” و”الدرع الحصين”، يبدو أنه اختار أسلوبًا مميزًا في إدامة السلطة، يتمثل في تقليص الحريات وتعزيز القمع.
ومن الواضح أن النظام العسكري يظن أن استخدام القوة الغاشمة يمكن أن يحل جميع المشاكل، دون أن يدرك أن هذه الأساليب قد تساهم فقط في تعميق الأزمات.
– اقتصاد ضعيف بمظاهر براقة
في حين يتحدث النظام عن “الإنجازات الاقتصادية”، فإن الواقع يشير إلى أن الاقتصاد الجزائري يواجه أزمات حادة. تبدا من الفساد المستشري إلى سوء الإدارة، ويبدو أن الأرقام التي تُعلن عن النمو الاقتصادي ليست سوى أرقام فارغة، تعكس حقيقة مؤلمة تتمثل في البطالة المرتفعة والفقر الذي يعصف بجزء كبير من الشعب.
وفي الوقت الذي يتم فيه التباهي بالمشاريع الضخمة التي لا تلبث أن تتحول إلى كوابيس اقتصادية، يظل المواطن العادي يرزح تحت وطأة الأزمات المعيشية.
– السياسة الخارجية ومحاولات عبثية
على صعيد السياسة الخارجية، يعمد النظام العسكري إلى سياسة “الدبلوماسية العسكرية”، والتي تبدو أكثر كأنها محاولة للفت الانتباه منها إلى تحقيق إنجازات حقيقية.
ففي الوقت الذي يستعرض فيه النظام عضلاته في محافل دولية، يبدو أن الجزائر تتجاهل تمامًا التحديات الحقيقية التي تواجهها على الصعيد الداخلي.
و يبدو أن النظام يظن أن مجرد محاولة استعراض القوة يمكن أن تعزز من وضعه الدولي، دون أن يدرك أن هذا النهج لن يفيد في تحسين الظروف المعيشية للشعب.
– إساءة استخدام السلطة والتضييق على المعارضة
النظام العسكري الجزائري معروف بقدرته على خنق المعارضة وتقييد حرية التعبير.
وفي هذا الشأن فقد ارتكب العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان، واستخدم القوة بشكل مفرط ضد أي معارضة سياسية.
وفي حين يعكف النظام على قمع الأصوات الحرة وتوجيه الأضواء بعيدًا عن فشله، يبدو أن الاستبداد الذي ينتهجه فقط يساهم في تعزيز مشاعر الاستياء والغضب لدى الشعب.
– مستقبل غامض
إلى متى سيستمر هذا النظام في احتكار السلطة وتفشي الفشل؟ يبدو أن نظام الجزائر العسكري يعيش في فقاعة من الأوهام، يحاول بكل جهد إخفاء حقيقة ما يجري وراء الستار.
ومع ذلك، فإن الواقع يظل ثابتًا؛ فالشعب الجزائري، الذي يعاني من مشاكل عميقة وشاملة، يستحق أكثر من مجرد وعود زائفة وتحليلات مضللة.
وفي نهاية المطاف، ربما يكون النظام العسكري الجزائري بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجيته، ليس فقط من أجل تحسين الأوضاع في البلاد، ولكن أيضًا من أجل وضع حد لتلك الحلقة المفرغة من الفشل والأوهام.