من قمة تيكاد إلى غرفة نوم بتيمور الشرقية و الصين تنهي مسلسل التسلل الجزائري في المحافل الدولية
في فصول جديدة من دراما السياسة الدولية، تواصل الجزائر محاولاتها البائسة للالتفاف على الحقائق السياسية، وهذه المرة عبر تسريب “البراغماتية” إلى المنتدى الصيني الإفريقي الذي سيعقد في بكين.
ولكن يبدو أن الجزائر قد ارتطمت بجدار من الصلابة الصيني، حيث رفضت الصين رفضاً قاطعاً طلب الجزائر لضم جبهة البوليساريو إلى المنتدى المرتقب.
وفي لقاء أخير بين وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، وسفير الصين بالجزائر، كشف الأخير عن موقف بلاده الثابت والواضح: “لا تعترف الصين بكيان البوليساريو، ولن يسمح بوجوده في بكين”، كما أضاف السفير الصيني أن السلطات الصينية لن تتسامح مع أي محاولة لتهريب البوليساريو ضمن الوفد الجزائري.
هذا الموقف الصيني يأتي في وقتٍ تكافح فيه الجزائر لإبراز نفسها على الساحة الدولية كمؤثر رئيسي في القضايا الإفريقية، بينما تحاول فرض حضور البوليساريو كممثل شرعي.
ولكن يبدو أن الصين، التي تمتلك سطوة سياسية واقتصادية هائلة، لا تقبل بهذا التلاعب، موجهةً رسالة واضحة للجزائر بأن سياستها قد تكون مرنة، لكن ليس لدرجة التضحية بمبادئها الأساسية.
إن رفض الصين لحضور البوليساريو إلى المنتدى الصيني الإفريقي ليس مجرد مسألة دبلوماسية، بل هو أيضا إشارة قوية إلى الجزائر بأن محاولة فرض أجندتها الخاصة على المحافل الدولية لن تمر دون عواقب.
الصين، التي تعترف بمغربية الصحراء من خلال تعاونها مع المغرب، لم تتردد في تأكيد موقفها الثابت تجاه النزاع الإقليمي.
وفي سياقٍ متصل، يبدو أن الجزائر قد تستمر في محاولاتها اليائسة للبحث عن أي فرصة لتمرير البوليساريو، لكن الرسالة الصينية كانت واضحة. لن تكون هناك مساحات خالية في السياسة الدولية لمثل هذه المحاولات الخرقاء. لان الصين ليست فقط قوة اقتصادية، بل هي أيضاً قوة دبلوماسية تحافظ على موقفها الثابت والقوي.
لكن يبقى السؤال مطروحا: هل ستتوقف الجزائر عن محاولاتها المكشوفة لفرض البوليساريو على الساحة الدولية، أم ستستمر في حياكة المؤامرات الدولية التي لا طائل منها؟ يبدو أن الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد عن هذا المسلسل السياسي، لكن المؤكد أن الصين لن تكون مجرد متفرج في هذا الصراع.