الجزائر والبُوليساريو.. رحلة البحث عن مقعد في قطار مغادِر
افتتحت اليوم الخميس في بكين قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي بحضور الرئيس الصيني شي جينغ بينغ وقادة الدول الإفريقية، بينهم المغرب الممثل برئيس الحكومة عزيز أخنوش.
كما حضر الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من الشخصيات الدولية.
ومن اللافت غياب “البوليساريو” عن هذا المنتدى رغم محاولات الجزائر المتكررة لإشراكها في مثل هذه القمم.
هذا الغياب لم يكن الأول، إذ تكرر في منتديات أخرى كالقمة الإفريقية اليابانية، ما يعكس تزايد عزلة البوليساريو إقليمياً ودولياً.
و تحاول الجزائر بشتى الطرق دعم هذا الكيان، لكن الدول الإفريقية أصبحت تدرك أن استمرار وجوده يعرقل التنمية والتعاون القاري، مما يجعل استبعاده ضرورة استراتيجية.
يبدو أن الجزائر باتت تعيش حالة من الهوس الغريب بإيجاد مكان للبوليساريو في أي قمة أو منتدى، وكأن الأمر يتعلق برحلة صيفية يجب أن يُدعى إليها حتى لو كان الحضور بالصدفة أو بطريقة تهريب الحقائب الدبلوماسية! آخر هذه المحاولات الفاشلة كانت في قمة التعاون الصيني-الإفريقي في بكين.
تخيل معي المشهد: الجزائر تحزم حقائبها وتجلب معها “البوليساريو” في جيبها الخلفي، جاهزة لدخول المسرح العالمي، فقط لتُفاجأ بأن لا أحد قدّم دعوة، وأن المقاعد محجوزة للدول التي تملك… حسناً، مقومات دولة!
الجزائر تقف هناك مثل شخص يصرّ على دخول حفل دون دعوة، بينما يُخبرها الحارس بلطف: “آسف، لا يمكن الدخول دون تذكرة حقيقية!”، فتعود إلى الكواليس تحاول بكل الطرق إقناع الدول الأخرى بإعطاء البوليساريو “دعوة وهمية” تشبه وضعية الكيان نفسه.
حتى اليابان، في قمة “تيكاد”، لم تفلت من هذه المحاولات، فقد تسللت البوليساريو بجوازات دبلوماسية جزائرية، في محاولة كوميدية أقرب لمشهد من فيلم “مهمة مستحيلة”، ولكن بدلاً من النجاح، انكشفت اللعبة، وخرجت اليابان لتقول: “من دعا هؤلاء؟ نحن لم نوجه لهم دعوة!”
بكل هذا الجهد، ربما كان من الأفضل للجزائر أن تفتح مدرسة لتعليم “التسلل إلى القمم” أو “فن الحصول على دعوات وهمية”، لأن هذا هو تخصصها الجديد.
ولكن، وكما يبدو، فإن المجتمع الدولي أصبح يُدرك أن بوليساريو ليست أكثر من ظل يتبعه صوت عالي دون أي وجود حقيقي.