تبون ووعود الانتخابات.. سياسة عسكرية فاشلة في قالب جديد!
في تجمع شعبي حاشد بوهران، وعد المترشح عبد المجيد تبون، أمام أكثر من 14 ألف شخص، بمجموعة من الوعود الانتخابية المثيرة.
وأعلن تبون عن زيادات في منح ومعاشات المتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة والطبقة المهمشة، مؤكدًا أن برنامجه الانتخابي يتضمن خفض سن الاستفادة من السكن إلى 27 سنة، في محاولة لتوزيع الثروة على جميع الجزائريين.
كما أكد تبون أن استرجاع هيبة الدولة واستعادة الأموال والأملاك المنهوبة ستكون على رأس أولوياته. وأشار إلى أن 51 مؤسسة اقتصادية كانت تابعة للعصابة قد بدأت بتشغيل أبناء الشعب.
وفيما يتعلق بالحماية الاجتماعية، وعد تبون بمواصلة السياسة الحالية، مع التأكيد على زيادة تمثيل الشباب في البرلمان القادم إلى نسبة 50%. كما شدد على أن السياسة الخارجية للجزائر ستظل ثابتة تجاه القضيتين الفلسطينية والصحراء الغربية، مهما كانت التحديات.
في مشهد يعكس ازدواجية نظام العسكر في الجزائر، نجد أنفسنا أمام مسرحية هزلية تتجاوز حدود الواقع وتُظهر السياسة العسكرية في أبشع صورها.
النظام العسكري، الذي يبدو أنه يعتقد أن بإمكانه تقمص أدوار البطولة في سيناريوهات خيالية، يواصل تقديم نفسه كمنقذ للأمة، بينما الواقع يثبت أنه مجرد زعيم فاشل لأوركسترا مزيّفة.
تحت مظلة “الجيش الوطني الشعبي”، الذي تحول من قوة دفاع إلى جهاز تحكم متسلط، نجد أن النظام العسكريفي الجزائر لم يقدم شيئًا سوى الفشل والتخبط. تصريحات المسؤولين العسكريين، التي تدعي تحقيق إنجازات وهمية، أصبحت تثير السخرية أكثر من كونها مصدرًا للإلهام. يتحدثون عن إنجازات اقتصادية وسكنية، بينما الشوارع تئن من الإهمال والمشاكل اليومية التي لا تُعد ولا تُحصى.
وبينما يواصل النظام العسكري إصدار الوعود التي تُشبه الفقاعات الهوائية، تعاني البلاد من انعدام الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. برامج تنمية مزعومة وخطط اقتصادية مكررة تُطرح بشكل مستمر، دون أي تحقق فعلي على الأرض. يبدو أن النظام العسكري يعاني من حالة انفصام عن الواقع، حيث يعيش في عالم من الأوهام المليئة بالشعارات الرنانة والبيانات الصحفية البراقة.
النظام العسكري الجزائر لا يتوانى عن تجميل صورته من خلال المظاهر الإعلامية، بينما يتجاهل بشكل متعمد التحديات الحقيقية التي تواجه الشعب. فشله في إدارة الشؤون الاقتصادية، وتقصيره في تلبية احتياجات المواطنين، يعكس مدى عجزه عن تقديم حلول ملموسة للأزمات المتلاحقة. تبدو محاولاته لترتيب أوراقه الداخلية وكأنها مسرحية فاشلة، حيث يلعب أدوارًا مبتذلة في قصة مُعدّة سلفًا ولا تحمل أي مصداقية.
وفي سياق السياسة الخارجية، يُظهر النظام العسكري الجزائر عجزًا فاضحًا عن التأثير في المشهد الدولي. تصريحاته بشأن القضايا الفلسطينية والصحراء المغربية، والتي تُطرح كدليل على سياسته الثابتة، لا تتعدى كونها محاولات للتستر على إخفاقاته الداخلية. فبدلاً من التركيز على بناء علاقات دولية قائمة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون، يكتفي النظام العسكري بمواقف كلامية لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
إن النظام العسكري الجزائر يواصل أداء دوره في مسرحية فاشلة، حيث يتحرك بأدوات قديمة واستراتيجيات مستهلكة. بينما يواصل الشعب الجزائري معاناته تحت وطأة هذا النظام، يبقى السؤال الأهم: متى سيستفيق القادة العسكريون من أوهامهم ويواجهون الواقع بجرأة؟ في انتظار إجابة، تبقى السخرية من السياسات العسكرية الفاشلة جزءًا من تجربة الشعب الجزائري اليومية.