في لقاء هام على هامش الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الإفريقي الصيني، اجتمع وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بنظيره الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، في العاصمة الصينية بكين، يوم الأربعاء. وخلال هذا اللقاء، ناقش الوزيران القضايا الرئيسية المدرجة على جدول أعمال القمة الإفريقية الصينية، التي انطلقت أعمالها الخميس 5 شتنبر، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية.
كما تناول الاجتماع تطورات الأوضاع الإقليمية والقارية، في وقت يزداد فيه التركيز على القضايا الحساسة مثل نزاع الصحراء المغربية، الذي يظل محط اهتمام إقليمي ودولي.
و أشار عدد من المراقبين والمحللين السياسيين إلى أن هذا اللقاء قد يكون محاولة من الجزائر لإقحام موريتانيا مجددا في نزاع الصحراء، ومحاولة استمالتها لدعم أطروحات جبهة البوليساريو الانفصالية. إذ تتبنى الجزائر موقفا داعما للجبهة التي تواصل مساعيها لإحياء فكرة الانفصال، بالرغم من التراجع الدولي عن هذا الطرح.
وتجد موريتانيا نفسها في موقف معقد، حيث تحاول الموازنة بين علاقاتها مع المغرب الذي يسعى لتوسيع دعم مقترحه للحكم الذاتي في الصحراء، وبين علاقاتها مع الجزائر التي تتبنى مواقف متشددة ضد المغرب وتدعم جبهة البوليساريو.
إلا أن المصادر السياسية تشير إلى أن نواكشوط، ورغم هذه العلاقات، تسعى في الآونة الأخيرة إلى تحسين علاقتها مع المغرب، الذي يسعى من جانبه إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة.
ويعتبر هذا التطور في العلاقات مؤشرا على رغبة موريتانيا في تعزيز مصالحها مع المغرب في ظل الدعم الدولي المتزايد لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه الرباط، والذي يحظى بدعم قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا.
في الوقت الذي تواصل فيه الجزائر جهودها لاستمالة موريتانيا إلى جانبها في هذا النزاع الإقليمي، فإن الموقف الموريتاني لا يبدو أنه سيتغير بشكل كبير في المستقبل القريب، نظرا لاعتبارات تاريخية واجتماعية وجغرافية تربطها بالنزاع.
ومع ذلك، من غير المتوقع أن يعارض الموقف الموريتاني الجهود المغربية بشكل مباشر، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الرباط على الصعيد الدولي، والاهتمام المتزايد بإيجاد حل نهائي وسلمي لهذا النزاع المستمر منذ عقود.